सिद्दीका बिंत सिद्दीक
الصديقة بنت الصديق
शैलियों
قالت عائشة: فجئت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فأخبرته، فقلت: إنهم ليهذون وما يعقلون من شدة الحمى. فقال: اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها فاجعلها بالجحفة» وهي في الطريق من مكة إلى المدينة.
فإذا كانت حمى البرداء قد أصابت السيدة عائشة فيما دون العاشرة وظلت عقابيلها تعاودها، فأيسر ما يقال هنا إننا حيال عارض ذي بال يلتفت إليه في تعليل ما أسلفناه.
وسألت أفاضل الأطباء في ذلك، فقالوا: إن هذه الحمى لا تعطل الحمل ضرورة، ولكنها قد تعطله من طريق إضعاف الجسم كله حتى يتغلب على عقابيلها.
قلت: وإذا أضيفت إليها معيشة الكفاف؟
وإنما سألتهم هذا السؤال؛ لأن المتواتر عن معيشة النبي - عليه السلام - في بيته أنه كان لا يشبع من خبز البر أو الشعير ثلاث ليال متواليات، وأنه لم يشبع من خبز وزيت مرتين في يوم واحد، وأنه هو وأهله كانوا لا يصيبون من المطاعم إلا بمقدار ما يدفع الجوع.
فكان من جواب الأطباء: أن عقابيل الحمى وقلة الغذاء من الأسباب التي لا يعدوها النظر في بحث هذا الموضوع، فإذا صحت مع هذا رواية السقط فهي دليل على أثر تركته الحمى يعترض وظيفة الحمل والولادة.
وأيا كانت هذه العوارض فهي كل ما لدينا من أسباب المراجعة العلمية التي تعلل لنا حرمان السيدة عائشة - رضي الله عنها - من نعمة الذرية. نلم بها لأن الإلمام بها لا غنى عنه في هذا المقام. •••
وأية كانت علة هذا العارض فالأمر الذي لا شك فيه أنه لم يكدر صفو المودة والبر بين النبي وأهله، وأنه لم يمنع هذه الحياة الزوجية أن تكون قدوة للمقتدين في العطف وأدب المعاشرة، وكانت هي العروة الوثقى كما وصفها النبي عليه السلام. فإذا سألته السيدة عائشة بين الفينة والفينة مدلة بمكانها عنده وعطفه عليها: كيف حال العروة يا رسول الله؟ قال: على عهدها لا تتغير.
अज्ञात पृष्ठ