أعرف ما كان الشرف، وقد مسته تلك الشنعة، يدفع إليه قلبا تحتدم فيه الحماسة.
فأنت لم تفعل إلا ما يفعله الفتى الأبر، بيد أنك بحرصك على واجبك علمتني الحرص على واجبي.
إقدامك المشئوم، والنصر الذي أحرزته أدباني، فقد ثأرت لأبيك وصنت شرفك، ومثل ما عناك من أمرك يعنيني من أمري، إذ إن لي شرفا أصونه، وأبا أنتقم له، يا ويلتي، إن حبي لك هو الذي يؤيسني في هذه المعضلة، ولو أن مصابا آخر أيتمني لوجدت نفسي في سرورها بلقائك سلوانها الأوحد، وعزاءها الأوفى، ولهان علي العسير من ألمي حين تمتد إلي يد عزيزة وتكفكف عبراتي. ولكن كتب علي أن أفقدك بعد أن فقدته، فكفاحي لغرامي دين علي لشرفي، وذلك الواجب الذي يودي بي أداؤه يضطرني إلى العمل بنفسي على ثبورك.
فلا ترتقب من شغفي بك أن يعوقني عن أخذك بجريرتك، ومهما يشفع لك حبي فلا مناص لعزة نفسي أن تكافئ عزة نفسك.
لقد أبديت بإساءتك إلي أنك جدير بي فحتم علي وأنا أطلب قتلك أن أكون خليقة بك.
دن لذريق :
لا تؤجلي إذن ما يدعوك إليه الشرف، فهو يطلب رأسي وأنا أهبك إياه، فاجعليه قربانا لما يتخالجك من المأرب السامي. يعذب لدي ورد الردى، ويسهل علي حكمه، أما انتظارك بعد إجرامي إلى أن يقضي القضاء فتقصير في حق مجدك وإطالة لتعذيبي، وغاية سعادتي أن أموت بضربة من يدك الجميلة.
شيمان :
إني لخصمك ولست بجلادك، تقدم لي رأسك وما علي أن آخذه، شأني أن أصوب إليه طعناتي، وشأنك الذود عنه وإنما أطلبه من غيرك لا منك، علي مناجزتك،
4
अज्ञात पृष्ठ