शहीद तआस्सुब
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
शैलियों
ولم يكن حول القصر إلا جيش الدوق دي جيز مستعدا للحرب والنضال، وإذا بها قد أحست بأنهم ينتزعون يد ولدها شارل من يدها، فصرخت صرخة عالية، وانثنت فأبصرته يمتنع عن الدوق دي جيز، وقد أبعده عنها، فنهضت.
فقال الدوق: سواء لبثت في مكانك أو أتيت معنا فإنا لا نتخلى عن الملك، ولا بد لنا منه . قالت: أتتجرأ!
قال: لست بالسيدة الآمرة إلا إذا شئت المسير معنا، أو الاعتزال في أحد القصور، ولا بد لنا من أخذ الملك وإخوته. فامتقع لونها كمدا، وهمت بشتمهم إلا أنها رأت السكوت، وقد شعرت بالغلبة، وكان ابنها يبكي فاسترسلت أيضا في البكاء. فجعل الرجال الثلاثة ينظرون إليها صامتين إلى أن قال لها الدوق: كيف ترين؟
فأجابته برقة: إني متأهبة للذهاب معكم. فأمر الدوق بالرحيل، وللحال سار القوم عائدين إلى باريس ومعهم الملكة الوالدة والملك أسيرين، وكانا يبكيان. فقال الدوق دي جيز: إن المصلحة العامة تظل مصلحة عامة سواء أدركت بالرفق أو بالعنف.
ووصلوا عند المساء إلى ملون، فباتت الملكة وابنها في قصر هناك، لم يسكنه منذ أكثر من مائة عام إلا السجناء.
إلا أن ترولوس، بالرغم عن مراقبة الحراس وطوافهم حول موضع الملكة، تمكن من الوصول إليها عند منتصف الليل. فضرب باب مخدعها فنهضت وفتحته، فلما رأى آثار الدموع على وجهها لم يتمالك أن زفر زفرة كادت تخنقه، وقال: يا لله من هذه الحال التي صرت إليها يا سيدتي!
قالت: ماذا جرى لكوندة؟
أجاب: وا أسفاه إن الفرسان البروتستانتيين بدءوا يتوافدون إلى «مو» وبعد يومين يمشي الأمير في طليعتهم، ويحضر للدفاع عنك، وقد رأيت من جاليو همة كبيرة.
قالت: وا حسرتاه لقد ضاعت سلطتي بتأخير يومين!
قال: لا شيء يعزيني عما حل بك يا سيدتي، أما الآن فلا أريد مفارقتك؛ لأني أخشى أن يحاول هؤلاء الأنذال إهانتك!
अज्ञात पृष्ठ