शहीद तआस्सुब
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
शैलियों
فقالت: إن ولدي لا يستطيع أن يرى أحدا، ورجعت إلى حجرتها وقعدت في مكانها قرب سريرها، وكان الطبيب يفحص العليل ويتوقع وفاته، وبعد ساعتين فتح الملك عينيه، وانتصب قاعدا على سريره، وقال: أين ماري ؟ أين الملكة؟
فأجابته والدته: إنها ذهبت لتستريح يا بني. - أود أن أراها وأودعها يا أماه، فاطلبي حضورها. - نعم يا ولدي، ولا تتعب نفسك من غير فائدة.
قال الملك للطبيب: اذهب يا عزيزي فرنل وجئني بماري وعمي الدوق دي جيز وأخيه، فإنني أود أن أراهم قبل موتي. فاذهب أنت؛ لأن والدتي لا تفعل ما أطلبه إليها. فنهض فرنل واتجه إلى الباب فاستوقفته كاترين، وقالت: ما معنى هذا؟
فأجابها: لم يبق فيه يا سيدتي إلا ذماء (بقية الروح) وبعد بضع دقائق يستوفي مدته، وهذا أمر قد أنذرتك به منذ عشرين عاما، وخرج. فأخذت كاترين تروح وتجيء في الحجرة مضطربة، وقد نسيت ابنها؛ لأن آل جيز مقبلون، وقد يتمكنون في تلك الساعة الأخيرة من انتزاع السلطان من يدها والوصاية على ولدها، وحمل الملك على توقيع حكم بإعدام أمير كوندة. ورأت نفسها وحيدة دون عضد ولا نصير، ولا قوة على أسرة جيز.
وكان ترولوس بالباب واقفا شاهرا سيفه، فذهبت إليه، وقالت: إنهم آتون، فهل ترضى بأن تموت لأجلي عند الحاجة؟
قال: تكلمي يا مولاتي.
قالت: لا تدع أحدا يدخل الغرفة حتى ولا الملكة! ولا تفتح الباب لأحد إلا بأمري.
أجاب: إني أقسم لك على الطاعة. فأوصدت كاترين الباب، وترامت جاثية، وكان ابنها ينظر إليها مبهوتا، وهي عاكفة على الصلاة أو على تحريك شفتيها، وتقليب حبات سبحتها بين أصابعها.
فقال الملك: لقد أتوا يا أماه! فافتحي الباب! هذه ماري آتية! وسمعت وقع خطى تقترب.
فقال لها: افتحي الباب، أريد منك أن تفتحي الباب!
अज्ञात पृष्ठ