शहीद तआस्सुब
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
शैलियों
فأجابه الدوق: لا شيء أيها الملك سوى أنها رصاصة أخطأت مرماها.
قال: سوف يعذب الشقي الذي أطلقها، ثم يشنق!
أجاب: اعلم يا مولاي أن القتلة لا يستحقون هذا الاهتمام.
فلما تحقق الجمهور أن الدوق لم يصب بسوء استرسل في حماسته، وارتفع الصياح من كل ناحية، ليحي الدوق دي جيز!
وتواثب كثيرون إلى البيت الذي صدر منه الطلق فكسروا بابه وأبواب غرفه، ولما وصلوا إلى النافذة لم يجدوا أحدا. ولما أمسى المساء شاع نبأ الحادثة، وقال القائلون: إن البروتستانت هم الذين أقدموا على ذلك، ولم يتمكنوا من الاحتجاب إلا لأنهم باعوا نفوسهم من الشيطان.
ولما وصل الملك إلى اللوفر استقبل أعضاء مجلس النواب، وقال لهم: قد يخامر التعجب سكان مدينتنا من دخول الملك كمحارب، على أنكم تعلمون أننا وفقنا إلى معرفة المجرمين الحقيقيين الذين ارتكبوا الجناية الفظيعة في أمبواز، فهم أمراء أسرة بوربون، وأخصهم لويس دي بوربون أمير كوندة، فإن لابن عمنا دي كوندة أصدقاء عديدين في باريس، ولسنا نجهلهم، وحسبنا برهانا تدبيره الشائن الذي سعى به ضد عمنا الدوق دي جيز، ولذلك جمعنا جنودنا لنكون في أمن على شخصنا. فاذهبوا أيها السادة، وأعيدوا ما سمعتموه على كل سكان باريس مدينتنا المحبوبة.
وعند المساء اجتمع جاليو وبرنابا في فندق نيكول، وضرب الباب، فقال جاليو: لعل القادم ترولوس؟
فأجابه ترولوس: نعم، جئت لأحييك أيها الصديق، وأنت أيها الأستاذ الفاضل.
قال: ولك منا التحية أيها الكونت بعدما تركتنا.
أجاب: كلا، ولكنني لم أكن قادرا على الرجوع إلى باريس دون أن ترجع الملكة؛ لأنني كما يعلم جاليو قد صرت من رجالها.
अज्ञात पृष्ठ