शहीदों की याद में विज्ञान और परायापन
ذكرى شهداء العلم والغربة
शैलियों
ولا شك أن الأمة ستعمل واجبها حيال الذين ماتوا في سبيل خدمتها بتكريمهم وتخليد ذكراهم، وهي وإن كانت ستبكيهم فهم فخر لها ولآبائهم الذين أنجبوا رجالا صادفتهم المنية في طريقهم إلى العلم والعلا.
متألم (3) جلال الموت وذكراه، لسيد أفندي علي رئيس تحرير النظام
كنت أود أن أيمم إلى الإسكندرية لأحيي شهداءنا الأعزاء يوم عودتهم إلى بلادهم مزودين بالعدة التي أرادوا أن يستعدوا بها ويعتمدوا عليها في كفاحهم بمعترك الحياة وجهادهم لخير أمة تعشقوا مجدها وسعادة وطن هاموا بحريته وسؤدده.
ولكن أراد القدر المحتوم - ولا راد لإرادته القاسية - أن أقصد ذلك الثغر في يوم عبوس مكفهر لبس فيه ثوب الحداد لأودع زهرة كنا نرجو أن نراها في القريب يانعة من شباب مصر الزاهر، ولأسكب فوق تربة الشهداء الطاهرة دمعة حرى هي كل ما يستطيع قلب الصدوع أمام الموت القاهر.
حقا إن رزءنا فيهم عظيم وخسارتنا بفقدهم جسيمة، فهم النبت الصالح الذي كنا نرجو أن يصبح دوحة تتفيأ الأمة ظلالها الوارفة ويجتني ثمارها الطيبة، ولولا جلال الموت وذكراه لما رضينا من وداعهم إلا بمطاورتهم في منزلهم الأخير عند رب كريم رحيم.
أما ومصر في عنفوان نهضتها وشرخ شبابها تنشد الحياة الخالدة وتدعو أبناءها إلى التفاني في شخصها العظيم الجليل، فإنا نكفكف الدمع ونمسك العبرات لنقف حيال الخطب الجسيم موقف من يقدر أثره في تاريخ مصر الحديث القدر اللائق لسمو نهضتها ونيل مراميها. ولم يضن المصريون بشيء في جهادهم بحريتهم واستقلالهم، فأثبتوا في مبدأ حركتهم الوطنية استهانتهم بأنفسهم لتحيا بلادهم، وقد جاء الحادث المؤلم أخيرا فشهد لهم بالرغبة في العلم الصحيح ليكون لهم منه العدة التي تكفل لوطنهم بلوغ آماله وتحقيق أمانيه.
والأمة التي يصبو أبناؤها إلى حريتها فيفدونها بالأرواح، ويتشوق شبابها إلى العلم فيحجون إلى مناهله العذبة على بعد مزارها إنما تكون أمة قد بلغت من الرقي النفساني مبلغا ينأى بها عن مواطن الضعف والمذلة.
فإن ودع المصريون اليوم شهداءهم محزونين متوجعين فإنهم يستقبلون لبلادهم عهدا جديدا يبشر بحسن المآل ودنو الآمال. (4) لتحيا ذكرى شهداء العلم، لحضرة الكاتب الأديب محمود رمزي نظيم أفندي
يا شبابا قد كان للنيل يرجى
كيف لاقيت في الطريق المنية؟
अज्ञात पृष्ठ