शहीदों की याद में विज्ञान और परायापन
ذكرى شهداء العلم والغربة
शैलियों
وبذلك انتهت حياته القصيرة كالوردة تذبل ولما ينقض الربيع، وكالشمس تكسف ولما ينتصف النهار!
وهكذا تنتهي ترجمته ولا مندوحة لي عن القول إن الفقيد كان لطيف العشرة حلو الحديث، وكان له أفكار وآراء صائبة في كثير من الأحيان، وكان يشاهد به بعض التطرف في آرائه.
لعلي قمت الآن بواجبي من ترجمته التي عاهدت نفسي على كتابتها ذكرى له بعد وفاته رحمه الله.
ومما يذكر بالشكر والثناء همة حضرات أعضاء لجنة احتفال تشييع جنازة فقيد العلم المرحوم محمد أفندي إبراهيم زويل، التي كان يرأسها حضرة صاحب العزة الوجيه كامل بك الحرفة وبقية حضرات أعضائها الذين أتينا على ذكر أسمائهم تحت عنوان «لجنة الاحتفال بدمنهور»، وحضرات الخطباء والشعراء والوجهاء والأعيان وأصحاب الحيثيات في مديرية البحيرة. وإنا نحيي فيهم هذه الهمة العالية والأريحية الشماء لما قاموا به نحو الفقيد، أثابهم الله الأجر والثواب وشكر لهم سعيهم! (6) ترجمة عبد الوهاب أحمد سبع (6-1) مولده
ولد شهيد العلم والغربة الشاب النبيل عبد الوهاب أحمد سبع في 10 يوليو سنة 1896 بقرية «نوسا الغيط» من أعمال مركز أجا دقهلية، وهو نجل المرحوم الشيخ أحمد البدوي سبع أحد أعيان تلك الناحية ووجهائها.
وشب الفقيد في وسط يقدس الفضيلة ويحترم المعتقدات والتعاليم الدينية، فكان طول حياته تقيا نقيا، محافظا على أوقات الصلوات مستمسكا بالصوم، مبتعدا عن الملاهي الفارغة والشهوات الدنيئة ... وكان كريم الأخلاق طيب القلب، سليم الطوية، حسن النية، وكان محبوبا في عائلته ومحترما بين أصدقائه وزملائه في الدراسة. (6-2) دراسته
دخل الفقيد مكتب القرية وهو في سن الرابعة من عمره فتلقى مبادئ القراءة والكتابة، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في سن الثامنة، وتجلت لوالده في وجهه أسارير النجابة ومخايل الفطنة فوجه به إلى القاهرة صحبة أخيه الشيخ عرفان أحمد البدوي سبع الطالب بالأزهر الشريف ليلحقه بإحدى مدارسها، فأدخله مدرسة القربية الأميرية، ولبث يتعلم بها حتى حصل على شهادة الدراسة الابتدائية ثم دخل المدرسة الإلهامية الثانوية ونال منها شهادة الكفاءة، ثم انتقل إلى المدرسة الإعدادية الثانوية وحاز امتحان الشهادة الثانوية «البكالوريا»، ولم يتخلف مدة دراسته في فصل من الفصول لاجتهاده وانصرافه إلى الدرس بكليته وحرصه على وقته الثمين، وكان لا يميل للعب ولا يحب الهذر ولا يماشي إخوان السوء، ولم يسمع منه أحد طول حياته كلمة تمس إحساسه أو تزري بكرامته، وكان يرى أن خير وقت للطالب وخير ما يسر نفسه هو الوقت الذي يصرفه منكبا على مكتبه منهمكا في تقليب صفحات كتابه يذاكر درسه ويحاسب على ثواني حياته بنفسه ... ومن هذه الأخلاق والمبادئ كان سر تقدم الفقيد ونجاحه في حياته الدراسية.
المرحوم عبد الوهاب أحمد سبع من «نوسا الغيط» مركز أجا دقهلية.
ولم يقف به الحد عند حصوله على الشهادة الثانوية، بل التحق بمدرسة المعلمين السلطانية العليا ولبث بها سنتين، وفي أثناء ذلك رأى أن يدرس علم الحقوق لأنه كان ميالا للأعمال الحرة، وقد استشار بعض أصدقائه فأقروه على ذلك. والتحق بإحدى الوظائف بوزارة الزراعة في يناير سنة 1920م ليتمكن من دخول مدرسة الحقوق الفرنسوية الليلية.
ولكنه رأى كثيرين من إخوانه ورفقته يتأهبون للسفر إلى بلاد الألمان لإتمام دراستهم بها، فوجد الفرصة سانحة لتحقيق أمانيه العلمية، وأعد أداة السفر ورزم حقائبه، ولكنه في ساعة سفره لاحظ أهله عليه الانقباض وأخذ يظهر تردده في السفر ورغبته في تأجيله كأنه كان يقرأ صحائف الغيب بوجدانه الخفي، ولكنه حبا في العلم تشجع واطرح تلك الخيالات الوهمية وعاد طلق المحيا وودع أهله وارتحل.
अज्ञात पृष्ठ