शुभाहत हवल आयशा
شبهات حول الصحابة أم المؤمنين عائشة
शैलियों
(1) قال أبو عبد الرحمن النواصب عند الشيعة هم أهل السنة، وإن كان إطلاق أهل السنة لهذا اللقب على من يبغض عليا رضي الله عنه. ومصطلح "النواصب" كثير التكرار في كتب الشيعة، وتوهم بعض الناس أن المقصود بالنواصب هم الذين يبغضون عليا رضي الله عنه وأنه لا علاقة بأهل السنة بهذا فهم يحبون آل البيت رضوان الله تعالى عليهم، والحقيقة أن هذا القول مبعثه الجهل بحقيقة موقف الشيعة من أهل السنة. وأنقل للإخوة القراء بعض أقوال علماء الرافضة حول هذا المصطلح ليكونوا على علم بحقيقة أبعاد إطلاق تلك التسمية.
يقول أبو الحسن العاملي في مقدمة تفسيره "مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار" ص308 باب "النون من البطون والتأويلات":
الناصبة: في الصحاح نصبت الشيء أي أقمته، ونصب لفلان أي عاداه، وقد ورد في سورة الغاشية قوله تعالى: {عاملة ناصبة} [الغاشية: 3] وسنذكر إن شاء الله هناك ما يدل على تأويل الناصبة بأعداء علي عليه السلام وكذلك من عاداه ونصب غيره من ولاة الأمر فعلى هذا كله أعداء الأئمة ناصبة بالمعنيين وهو ظاهر. وكذلك الحق أن كل من نصب غير الأئمة فهو في الحقيقة ممن نصب العداوة للأئمة و"ناصبة" بالمعنيين وإن ادعى المحبة لهم ادعاء. إذ كل من أنصف من نفسه عرف أن حب الأئمة عليهم السلام لا يجتمع مع حب أعدائهم من الغاضبين لحقهم في قلب واحد كيف لا ومهما تفكر أحد فيما أصاب الأئمة منهم ومن أتباعهم أو بسببهم ولو محض سلب الخلافة عنهم يوما واحدا أوجد من ذلك بغضهم في قلبه إن كان صادقا في حب الأئمة ضرورة عدم اجتماع المحبة مع الرضا بالأذى ولهذا وجب التولي والتبري كما هو صريح الأخبار ..... وفي العلل ومعاني الأخبار عن معلى بن خنيس عن الصادق عليه السلام قال: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد رجلا يقول: أنا أبغض محمدا وآل محمد، ولكن الناصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا. ويؤيد قول الباقر عليه السلام: من نصب لك أنت، لا ينصب لك إلا على هذا الدين كما كان نصب للنبي... الحديث. وقد نقل في مستطرفات السرائر من مكاتبات محمد بن علي بن عيسى أبا الحسن الثالث عليه السلام قال: كتبت إليه أسأله عن الناصب هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديم الجبت (أبي بكر رضي الله عنه) والطاغوت (عمر رضي الله عنه) واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب.
ويقول نعمة الله الجزائري في كتابه "الأنوار النعمانية" ج2 ص270: إن الأئمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله. مع أن أبا حنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام بل كان له انقطاع إليهم، وكان يظهر لهم التودد.
ويقول حسين العصوفر في كتابه " المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية" ص145-147: وأما تحقيق الناصب فقد كثر فيه القيل والقال واتسع فيه المجال والتعرض للأقوال، وما يرد عليها، وما يثبتها ليس هذا محله بعد ما عرفت كفر مطلق المخالف فما أدراك بالناصب، الذي جاء فيه الآيات والروايات أنه المشرك والكافر بل ما من آية من كتاب الله فيها ذكر المشرك إلا كان هو المراد منها والمعنى بها.
وأما معناه الذي دلت عليه الأخبار فهو ما قدمناه هو تقديم غير علي عليه السلام على ما رواه ابن إدريس في مستطرفات السرائر، نقلا عن كتاب مسائل الرجال بالإسناد إلى محمد بن علي بن موسى قال: كتبت إليه - يعني علي بن محمد عليه السلام - عن الناصب هل يحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب.
وما في شرح نهج البلاغة للراوندي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الناصب بعده قال: من يقدم على علي غيره. وأما تفسيره بمن أظهر العداوة لأهل البيت - كما عليه أكثر علمائنا المتأخرين - فمما لم يقم عليه دليل، بل وفي الأخبار ما ينفيه، ففي عقاب الأعمال والعلل وصفات الشيعة بأسانيد إلى عبد الله بن سنان والمعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد أحدا يقول: أنا أبغض محمدا وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم، وهو يعلم أنكم تقولوننا وأنكم من شيعتنا، وظهوره في نفي ما اعتمدوه واضح.
نعم ربما يترائى المخالفة بين هذه الأخبار، وبين خبري السرائر، وشرح النهج، لأن هذه باشتراط العداوة إلى شيعتهم، والاكتفاء في تينك الروايتين مجرد تقديم الغير عليه عليه السلام، والذي ظهر لنا أنه لا منافاة بينهما لقيام الأدلة من العامة والخاصة على التلازم بين ذلك التقديم، ونصب العداوة لشيعتهم.
وبالجملة أن من تأول أحوالهم واطلع على بعض صفاتهم وطريقتهم في المعاشرة ظهر له ما قلناه. فإنكار مكابرة لما اقتضت العادة به، بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنيا.
ففي حسنة بن أذينة المروية في الكافي والعلل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما تروي هذه الناصبة؟ فقلت: جعلت فداك في ماذا؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم.... الحديث.
ولا كلام في أن المراد بالناصبة فيه هم أهل التسنن الذين قالوا: إن الأذان رآه أبي بن كعب في النوم. فظهر لك أن النزاع والخلاف بين القائلين بهذه المذاهب الثلاثة - أعني مجرد التقديم ونصب العداوة لشيعتهم، كما اعتمده محمد أمين في الفوائد المدنية، ونصب العداوة لهم عليهم السلام، كما هو اختيار المشهور خلاف لفظي لما عرفت من التلازم بينها.
وقد صرح بهذا جماعة من المتأخرين، منهم السيد المحقق السيد نور الدين، أبي الحسين الموسوي في الفوائد المكية، واختاره شيخنا المنصف العلامة الشيخ يوسف في الشهاب الثاقب، وهو المنقول عن الأخواجة نصير الدين، وكفاك شاهدا على قوته التئام الأخبار به وشهادة العادة - كما يظهر من أحوالهم.
وقد ذكر يوسف البحراني في كتابه "الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة" ج10 ص360-364 مفهوم الناصب عند الشيعة، مع العلم بأنه ألف رسالة حول هذا المعنى بعنوان "الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب وما يترتب عليه من المطالب" ولولا الإطالة لذكرنا كلامه، ولكن إن شاء الله تعالى سوف تراه مذكورا في كتابنا "موقف الشيعة من أهل السنة" في طبعته الثالثة المنقحة والمزيدة ضمن الفصل الأول من كتاب "مفهوم الناصب عند الشيعة".
पृष्ठ 61