٥٩- كاد محمد ﷺ أن يفتن
الرد على الشبهة:
أخذوا ذلك من فهم مغلوط لآيات سورة الإسراء: (وإن كادوا ليفتنونك عن الذى أوحينا إليك لتفترى علينا غيره وإذًا لاتخذوك خليلا * ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلًا * إذًا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرًا) (١) .
بعض ما قيل فى سبب نزول هذه الآية أن وفد ثقيف قالوا للرسول ﷺ أجّلنا سنة حتى نقبض ما يهدى لآلهتنا من (الأصنام) فإذا قبضنا ذلك كسرناها وأسلمنا، فهَمّ ﷺ بقبول ذلك فنزلت الآية.
قوله تعالى: " كدت تركن إليهم " أى هممت أو قاربت أن تميل لقبول ما عرضوه عليك لولا تثبيت الله لك بالرشد والعصمة، ولو فعلت لعذبناك ضعف عذاب الحياة وعذاب الممات؛ يعنى: قاربت أن تستجيب لما عرضوه لكنك بتثبيت الله لم تفعل لعصمة الله لك.
وكل مَنْ هُمْ على مقربة من الثقافة الإسلامية يعرفون أن " الهمّ " أى المقاربة لشىء دون القيام به أو الوقوع فيه لا يعتبر معصية ولا جزاء عليه وهو مما وضع عن الأمة وجاء به ما صح عن النبى ﷺ قوله:
(وضع عن أمتى ما حدثت به نفسها ما لم تعمل به أو تتكلم به)، وعليه.. فإنه لا إثم ولا شىء يؤخذ على محمد ﷺ فى ذلك.
(١) الإسراء: ٧٣-٧٥.
1 / 106