قال: والنجاسة في الطين القليل قليلها كقليل النجاسة في الماء القليل، وتقدير الكثير قلتان كالماء؛ لأن التراب أحد المطهرين ذكر كلاما فيه بعض اضطراب من الكاتب، هذا الذي صح لي منه، والله اعلم .
(خبر) وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في بول الأعرابي: ((صبوا عليه ذنوبا من ماء)) دل على طهارة التراب المتنجس بالبول بأن يصب عليه عليه الماء لولا ذلك لكان قد أمر بزيادة النجاسة في المسجد والمبالغة فيها.
(خبر) وروى جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل أنتوضأ بما أفضلت الحمر؟ قال: ((وبما أفضلت السباع)).
(خبر) وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن الحياض تكون بين مكة والمدينة تردها السباع والدواب فقال: ((لها ما أخذت في بطونها وما بقي لنا شراب وطهور)) دل هذان الخبران على طهارة السباع، وطهارة سؤرها، وهو قول القاسم بن إبراهيم والهادي إلى الحق وأسباطهما، وهو قول القاسمية عموما، وعند زيد بن علي أن أسآر السباع نجسة إلا الهر فسؤره طاهر، وبه قال الناصر للحق، وروي عن زيد بن علي أنه كان يتوضأ ويشرب من سؤر بغله، ومما يدل على صحة ما ذكرناه في أسآر السباع.
(خبر) وروى أبو قتادة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في الهرة: ((إنها ليست بنجسة هي من الطوافين عليكم والطوافات)) وفي رواية أبو عبادة بدلا من أبي قتادة.
(خبر) وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصحي الإناء للهر ويتوضأ بفضله.
(خبر) وروي عن النبي (ص) أنه قال في الهرة: (( هي من الطوافين عليكم والطوافات)) وفي حديث الهرة أيضا إنما هي من الطوافين عليكم والطوافات، والطوافون هم الأخدام، قال الله تعالى:{طوافون عليكم}[النور:58] معناه: إنما هم خدمكم، وقيل: الطواف الذي يخدم برفق وعناية، وجمعه الطوافون، فدل ذلك على ما قلناه من طهارة الهر، وإذا ثبت طهارة فيه فهو سبع.
पृष्ठ 85