الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله} إلى قوله تعالى:{حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم}[المائدة:2-3] فاقتضى ذلك تحريم أكل ذبيحة كل من ليس بمؤمن؛ لأن قوله تعالى:{إلا ما ذكيتم} الضمائر في هذه الآيات تعود إلى قوله تعالى:{ياأيها الذين آمنوا} فكأنه قال: إلا ما ذكيتم أيها المؤمنون، فدل ذلك على تحريم أكل ذبيحة من ليس بمؤمن، فلا يجوز أكل ذبيحة من عدا المؤمنين من الكفار والفساق، فالجواب أنه ليس فيها ذكر لمن عدا المؤمنين من كافر ولا فاسق لا بنفي ولا بإثبات، فكيف يقال بأنها تدل على تحريم أكل ذبائح من عدا المؤمنين، فإن قيل: بأن الله تعالى لما علق جواز أكل ما عدده من هذه الأشياء بما ذكاه المؤمنون فالتقييد بالصفة يدل على أن ما عدا ذلك بخلافه، ولولا ذلك لبطلت فائدة تعليق الحكم بالصفة، فدل بعمومه على أن ما عداه بخلافه؛ لأن دليل الخطاب عموم عند من أثبته .
قلنا: إذا ثبت كونه عموما فما ذكرناه من الآية والخبر يكون تخصيصا وهو يجب بناء العام على الخاص، فكأنه قال تعالى حرمت عليك أيها المؤمنون أكل كل ذبيحة إلا ما ذكيتم أو ذكاه أهل الكتاب، فبان بذلك صحة ما ذكرناه، والله الهادي.
فصل
إن قيل: إن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم القدرية مجوس هذه الأمة، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم في المجوس: ((سنوا بهم سنة أهل الكتاب غير آكلي ذبائحهم ولا ناكحي نسائهم)) فدل ذلك على أن ذبائح المجبرة لا تجوز.
पृष्ठ 80