وجه المنع (خبر) وهو ما احتج به القاسم عليه السلام وهو ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((ما بال أقوام يرفعون أيديهم إلى السماء في صلاتهم كأنها أذناب خيل شمس لينتهن أو ليفعلن الله بهم ويفعل)) ثم قال القاسم عليه السلام: ولا يجهل ذلك ما رواياتهم إلا جاهل -يعني هذ الخبر- فاقتضى ذلك تحريم رفع الأيدي في الصلاة لاقتران الوعيد بهذا النهي والوعيد لا يستحق على فعل إلا وهو قبيح، فدل على قبح رفع الأيدي في الصلاة، واحتج في (المنتخب) بهذا الخبر، ثم زاده تأكيدا بأن الأمة قد أجمعت على أن من رفع يديه في صلاته ولم يحرك لسانه بتكبير أن صلاته باطلة، قال: وأجمعت الأمة جميعا على أن من توجه وكبر وحرك لسانه بالتكبير ولم يرفع يديه أن صلاته تامة جائزة.
(خبر) وعن جابر بن سمرة قال: دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسجد وهم رافعون أيديهم في الصلاة، فقال: ((مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة)).
(خبر) وروي عن جابر بن سمرة أنه قال: (( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((مالي أراكم رافعي أيديكم في الصلاة كأنها أذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة)) وفي هذا الخبر دلالة على ما اختاره القاسم ويحيى عليه السلام من وجهين:
أحدهما: أن قوله: ((ما لي أراكم رافعي أيديكم في الصلاة كأنها أذيال خيل شمس)) يفيد ذمه لهم على رفع أيديهم وذلك يقتضي النهي؛ لأن الذم على الفعل أبلغ من النهي عنه، فيجري ذلك مجرى قوله: ((لا ترفعوا أيديكم في الصلاة)) وذلك يشتمل على التكبيرة الأولى وسائر التكبيرات والقنوت في أن رفع الأيدي في هذه الأحوال منهي عنه .
पृष्ठ 228