प्राकृतिक विज्ञान अल-शिफ़ा पुस्तक से
الطبيعيات من كتاب الشفاء
शैलियों
كالماء إذا صار هواء ، ولا يستبدل هيولاه (1) الطبيعية (2). وفى ابتداء الكون يكون فى المكان الأول ، ولا يكون فى صورته. ويقال إن الخشب كان (3) سريرا ، ويقال عن الماء كان بخارا ، وعن النطفة كان إنسانا ولا يقال إن المكان كان جسم كذا ولا عن المكان كان جسم كذا ، والقائلون بأن المكان كل بسيط ، ملاق لبسيط (4) تام ، كان محيطا أو كان محاطا ، فيلزمهم أن يجعلوا للجسم الواحد مكانين ، وأنه (5) يلزم على مذهبهم أن يكون للجرة مكانان : مكان هو سطح (6) الماء الذي فيها ، ومكان هو سطح الهواء المحيطة (7) بها. وقد علم أن الجسم الواحد لا يكون فى مكانين وأن للمتمكن الواحد مكانا واحدا ، وإنما اضطروا إلى هذا القول بسبب جهلهم بحركة الفلك الأعظم (8) فظنهم (9) أنها مكانية ، ووجودهم (10) الجرم الأقصى لا فى مكان حاو من خارج ، وهو متحرك حركة مكانية. وإذا علم مذهبنا فى الحركة الوضعية استغنى عن هذه الكلفة وتخلص عن هذه الضرورة.
وأما القائلون بأن المكان هو البعد الثابت بين أطراف الحاوى فنخص الدين يحيلون منهم خلو هذا البعد عن المتمكن ، أن هذا البعد لا يخلو إما أن يكون موجودا مع البعد الذي للجسم المحوى ، أولا يكون موجودا فإن لم يكن موجودا ، فليس مع وجود المتمكن فى المكان مكان ، لأن المتمكن هو هذا الجسم المحوى ، والمكان هو هذا البعد الذي لا يوجد مع (11) بعد الجسم. وإن كان موجودا معه ، فلا يخلو إما أن يكون له وجود هو غير وجود بعد الجسم المحوى بالعدد ، فهو ممايز له (12) يقبل خواص وأعراضا هى (13) بالعدد أعراضا له (14) من دون (15) التي (16) لبعد الجسم المحوى. وإما أن لا يكون غيره بل يتحد به. فيصير هو هو. وإن كان غيره ، فهناك بعد بين أطراف الحاوى وهو (17) مكان وبعد آخر فى المتمكن أيضا هو بين أطراف الحاوى (18) غير ذلك بالعدد. لكن (19) معنى قولنا البعد الشخصى (20) الذي بين هذين (21) الشيئين ، هو (22) أنه هذا الأمر المتصل بينهما الذي يقبل القسمة الواحدة المشار إليها ، فكل ما بين هذا الطرف وهذا الطرف (23) هو هذا البعد الذي بين الطرفين ، فكل ما هو هذا البعد الذي بين
पृष्ठ 119