والخوف والغم والحزن من عوارض القوة الغضبية بمشاركة من القوى الدراكة، فإنها إذا انخزلت اتباعا لتصور عقلى أو خيالى كان خوف، وإن لم تخف قويت ويعرض لها الغم من الذى يوجب الغضب إذا كان غير مقدور على دفعه أو كان مخوفا وقوعه، والفرح الذى من باب الغلبة فإنه غاية لهذه القوة أيضا، والحرص والنهم والشبق وما أشبه ذلك فهى للقوة البهيمية الشهوانية، والاستيناس والسرور من عوارض القوى الدراكة، وأما القوى الإنسانية فيعرض لها أحوال تخصها سنتكلم فيها بعد، والقوة الإجماعية تبع للقوى المذكورة فإنها إذا اشتد نزاعها أجمعت، وهى كلها تتبع أيضا القوى الوهمية، وذلك أنه لا يكون شوق البتة إلا بعد توهم المشتاق إليه، وقد يكون وهم ولا يكون شوق، لكنه قد يتفق أحيانا لآلام بدنية تتحرك الطبيعة إلى دفعها أن توجب تلك الحركة انبعاث التوهم فتكون تلك القوى سمائقة للتوهم إلى مقتضاها كما أن التوهم فى أكثر الأمر يسوق القوى إلى المتوهم، فالوهم له السلطان فى حيز القوى المدركة فى الحيوانات والشهوة والغضب لهما السلطان فى حيز القوى المحركة، وتتبعهما القوة الإجماعية، ثم القوة المحركة التى فى العضل،
पृष्ठ 197