इलाहियात मिन किताब अल-शिफा

इब्न सीना d. 428 AH
171

इलाहियात मिन किताब अल-शिफा

الالاهيات من كتاب الشفاء

शैलियों

هواء بأن تنخلع عن هيولاه صورة المائية، ويحصل لها صورة الهوائية، والقسم الأول كما لا يخفى عليك، يحصل فيه الجوهر الذي للأول بعينه في الثاني، والقسم الثاني لا يحصل الجوهر الذي في الأول بعينه في الثاني، بل جزء منه ويفسد ذلك الجوهر. ولما كان في أول القسمين جوهر ما هو أقدم موجودا" فيما هو أشد تأخرا" كان هو بعينه، أو هو بعض منه، وكان الثاني هو مجموع جوهر الأول وكمال مضاف إليه، ولما كان قد علم فيما سلف أن الشيء المتناهي الموجود بالفعل لا يكون له أبعاض بالفعل كانت أبعاضا" مقدارية أو معنوية لها تراتيب غير متناهية، فقد استغنينا بذلك عن أن نشتغل ببيان أنه هل يمكن أن يكون موضوع من هذا القبيل قبل موضوع بلا نهاية، أو لا يمكن. وأما الثاني من القسمين فإنه من الظاهر أيضا" وجوب التناهي فيه، لأن الأول إنما هو بالقوة الثاني لأجل المقابلة التي بين صورته وبين صورة الثاني، وتلك المقابلة تقتصر في الإستحالة على الطرفين بأن يكون كل واحد من الأمرين موضوعا" للآخر، فيفسد هذا إلى ذاك، وذاك إلى هذا، فحينئذ بالحقيقة لا يكون أحدهما بالذات متقدما على الآخر، بل يكون تقدمه عليه بالعرض، أي باعتبار الشخصية دون النوعية، ولهذا ليس طبيعة الماء أولى بأن تكون مبدأ للهواء من الهواء للماء، بل هما كالمتكافئين في الوجود. وأما هذا الشخص من الماء فيجوز أن يكون لهذا الشخص من الهواء، ولا يمنع أن يتفق أن لا يكون لتلك الأشخاص نهاية أو بداية. وليس كلامنا ههنا فيما هو بشخصيته مبدأ لا بنوعيته، وفيما هو بالعرض مبدأ لا بالذات، فإنا نجوز أن تكون هناك علل قبل علل بلا نهاية في الماضي والمستقبل، وإنما علينا أن نبين التناهي في الأشياء التي هي بذواتها علل، فهذا هو الحال في ثاني القسمين، بعد أن نستعين أيضا" بما قيل في الطبيعيات. والقسم الأول هو الذي هو بذاته علة موضوعية، ولا ينعكس فيصير الثاني علة للأول، فأن الثاني لما كان عند الاستكمال، والأول عند الحركة إلى الاستكمال، لم يجز أن تكون الحركة إلى الاستكمال بعد حصول لاستكمال .كما يجوز أن يكون الاستكمال بعد الحركة إلى الاستكمال، فجاز رجل من صبي ولم يجز صبي من رجل.

الفصل الثاني (ب)

पृष्ठ 170