القسم الخامس
ما كان الاكتفاء به ببعض الكلمة موشحًا ببديع التورية غير خارج عن الوزن إذا قصد شق التورية الآخر واقعًا في البيت الثاني فقط وهذا القسم من أبدع الأنواع وألطفها لم يعرفه المتقدمون ولا عوج عليه من المتأخرين غير الشيخ جمال الدين بن نباتة في هذه.
فمن ذلك قوله وأجاد:
بروحي أعزُ الناس نأيًا وجفوةً ... وأحلاهم ثغرًا وأملحُهم شكلاَ
يقولون في الأحلامِ يوجدُ شخصه ... فقلت ومن ذا بعده يجد الأملا
وقال شيخنا الشيخ بدر وأجاد أيضًا وهو الدماميني:
غيثُ السُهادِ بناظري إنْ لن أنَلْ ... بابها المعشوقُ منك المشتهى
فنطحت فيه معاينا شهد الوَرَى ... يعلوها أو ما تراها في السُّهَى
وقال أيضًا:
يقول مصاحبي والروضُ زاهٍ ... وقد بسط الربيعُ بساطَ زهرِ
تعال نباكر الروضَ المفَدَى ... وقم نسعى إليه ورد ونسرِ
ولبعضهم:
قالوا غزالُ في الوَرَى ... من للجمالِ أحرَزَا
1 / 91