شعر الخوارج
هلال ناجي
في خواتيم عام ١٩٦٣ نشر الدكتور إحسان عباس الطبعة الأولى من كتابه " شعر الخوارج "، وكان صنيعه هذا جليل الفائدة، إذ وضع للمرة الأولى شعر الخوارج الثوري الزهدي مجموعًا في متناول الباحثين والدارسين، بعد أن بذلك جهدًا ضخمًا في تقريه في شتى المظان مخطوطة ومطبوعة، حتى استوى له هذا المجموع النفيس فصدره " بنظرة في شعر الخوارج ".
ولقد كان أدب الخوارج وشعرهم موضع عناية عدد من جلة الباحثين على رأسهم الدكتورة سهير القلماوي في كتابها " أدب الخوارج " وأفرد له باحثون آخرون فصولًا من كتبهم كالأستاذ أحمد الشايب في كتابه " الشعر السياسي في العصر الأموي ". وتناول الدكتور زكي المحاسني " شعر الحرب عند الخوارج " فعقد له فصلًا لشعر الخوارج وآخر لشعرائهم في كتابه " الفرق الإسلامية في الشعر الأموي " كذلك عقد الأستاذ عزمي الصالحي فصلًا صغيرًا لشعر الطرماح المذهبي والسياسي في كتابه " الطرماح بن حكيم الطائي ".
وفي أواخر عام ١٩٧٤ نشر الدكتور إحسان عباس طبعة ثانية من كتابة " شعر الخوارج " بعد أن أضاف إليه شعرًا كثيرًا من مصادر وقف عليها بعد صدور طبعته الأولى. كما إنه أعاد ترتيب القصائد على أساس زمني كذلك زود طبعته الثانية هذه بملاحظ تاريخية جديدة، ووضع تخريج القصائد واختلاف الروايات والتعريف بالأعلام في الحواشي، ولم يفرد لها مكانًا خاصًا كما فعل في الطبعة الأولى. وكان موفقًا في هذا التغيير. وبتواضع نبيل وبخلق العالم الجليل ختم مقدمة طبعته الثانية هذه بقوله: " وأنا أحس بعد كل هذا الجهد بالموقف الضيق الذي يضع فيه جامع الشعر نفسه، إذ قد تفوته؟ رغم الاستقصاء الكثير؟ أبيات ومقطعات وقصائد، لم يوفق إلى الإطلاع عليها في المظان التي اعتمدها ".
وقد رأيت خدمة لشعر الخوارج عامة ولكتاب " شعر الخوارج " خاصة، إن أقدم باقة من شعرهم لم أرها في الطبعة الثانية، عسى أن يكون في استدراكها ونشرها خدمة للباحثين والدارسين.
1 / 5