2
لما رأى هذا الأسقف، البدع رافعة رأسها في وطنه، هب مناضلا مقدم بشري عبد المنعم. وقد بلغت رسائله وقصائده النضالية الخمسمائة، وهي مكتوبة ومنظومة في مواضيع شتى. إن الزجل اللبناني المدون يبدأ مع هذا المطران الذي حفظت لنا التواريخ بعض آثاره. ومنها يستدل أن الزجل - كالرجز - بدأ بسيطا ساذجا، كما يبدو لنا من آثار هذا الحبر العالم، المحفوظة بمكتبة الفاتيكان بين كتبه.
طبعا لم يقل ابن القلاعي - وهو الأسقف الراهب - زجله غزلا ومعنى، بل قاله في مواضيع دينية قومية إصلاحية. نظم في «ميمر» كبير أخبار طائفته ونضالها الروحي، فاستهل «ميمره» منددا براهبين، وخارجا على معتقد طائفتهما، فقال:
إبليس أب كل الطغيان
نظر شعب مارون فرحان
حسده ورماه في أحزان
لأجل تنين كانوا رهبان
كان الواحد من يانوح
والآخر من دار نبوح
كرزوا في السر الموضوح
अज्ञात पृष्ठ