199

Sheikh Abdul Hay Yusuf's Lessons

دروس الشيخ عبد الحي يوسف

शैलियों

معنى قوله سبحانه: سبح اسم ربك الأعلى وهذه السورة افتتحت بالأمر: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾ [الأعلى:١]، أي: نزه اسم ربك إذا كان مختصًا به ﷻ، وقد أجمع أهل العلم على أن هناك اسمين عظيمين لا يطلقان إلا على رب العزة ﷻ: الله والرحمن، قال سبحانه: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ﴾ [الإسراء:١١٠]، ولذلك لا يوصف أحد من خلق الله بواحد من هذين، فلا يقال عن أحد: إنه الله، أو الرحمن، ويمكن أن يقال: الرحيم، كما قال الله ﷿: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب:٤٣]، أو: ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة:١٢٨] في حق نبينا ﷺ. فنزه اسم الله ﷿ عن أن تطلقه على غيره إذا كان مختصًا به، نزه اسم الله ﷿ أن تؤله غيره، نزه اسم الله ﷿ من أن تعتقد أن غيره يتصف به على سبيل الكمال، بأن تقول: فلان رازقي، أو أنا توكلت على فلان. فهذا كله ممنوع يخالف التنزيه الوارد، ونزه اسم الله ﷿ من أن يطرح على الأرض، أو يلقى في المزابل. ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾ [الأعلى:١]، أي: الأعلى مكانًا ﷻ، فهو سبحانه مستو على عرشه، بائن من خلقه، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه، تعرج الملائكة إليه، ويتنزل الأمر من عنده ﷾، فهو سبحانه الأعلى مكانًا، والأعلى مكانة: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾ [الأنعام:١٨]، ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [الشورى:٤]، ﴿وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [الحج:٦٢]، ﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى﴾ [الليل:١٩ - ٢٠] فهو سبحانه أعلى ذاتًا ومكانة.

18 / 4