185

Sheikh Abdul Hay Yusuf's Lessons

دروس الشيخ عبد الحي يوسف

शैलियों

سبب نزول قوله تعالى: (الطلاق مرتان) الآية التاسعة والعشرون بعد المائتين: قول الله ﷿: ﴿الطَّلاقُ مَرَّتَانِ﴾ [البقرة:٢٢٩]. أخرج الترمذي والحاكم وغيرهما عن عائشة قالت: (كان الرجل يطلق امرأته ما شاء أن يطلقها، وهي امرأته إذا ارتجعها وهي في العدة وإن طلقها مائة مرة وأكثر) يعني: في الجاهلية ما كان هناك حد للطلاق، فهو يطلقها وهي في العدة ثم يرجعها، وبعد فترة يطلقها وهكذا، ولو طلقها مائة مرة أو أكثر، قالت: (حتى كان رجل قال لامرأته: والله! لا أطلقك فتبيني مني ولا آويك أبدًا) قال لها: أنا لن أطلقك ولن أدعك زوجة، سأجعلك معلقة (قالت له: كيف ذلك؟ قال لها: أطلقك فكلما همت عدتك أن تنقضي راجعتك، فذهبت المرأة وأخبرت النبي ﷺ، فأنزل الله ﷿: ﴿الطَّلاقُ مَرَّتَانِ﴾ [البقرة:٢٢٩]) أي: أنه قال لها: كل مرة سأطلقك إلى قبل نهاية عدتك بقليل فأراجعك، فمثلًا: غدًا أطلقك ثم تعتدي ثلاثة قروء وقبل نهاية عدتك أراجعك، وهكذا تبقين معلقة، فالمرأة ﵂ ما صبرت على هذا الظلم، وذهبت إلى النبي ﷺ، فأنزل الله ﷿: ﴿الطَّلاقُ مَرَّتَانِ﴾ يعني لا يستطيع -حتى ولو كانت نيته نية سوء- أن يعلقها إلا مرتين وهي تقريبًا ثلاثة أشهر ثم بعد ذلك يصبح أمرها بيدها، «فَإِنْ طَلَّقَهَا» يعني: للمرة الثالثة ﴿فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ﴾ [البقرة:٢٣٠].

17 / 8