لكنه رآها مقبلة في شجاعة تثير الدهشة.
8
استغرق اللقاء الخفي دقائق معدودة في الركن المتواري المعتبر مأوى للمجاذيب. سألها: لديك فكرة عن الخطر الذي يتهددنا؟
فأجابت بثبات أكبر من سنها بكثير: نعم. - لا سبيل أمامنا إلا الهرب إلى الأبد.
فتمتمت: ليكن.
وبانتهاء اللقاء الأول انعقدت سحب التعاسة فوق رأسه. وقع في حفرة لم يقدر مدى عمقها من قبل. غزاه صدقها وشجاعتها وبراءتها. صدقته تماما، وهبته قلبها النابض، وضعت مصيرها بين يديه. دهمته أيضا استجابتها غير المتوقعة. هاله الدور القذر الذي يمثله بمهارة فائقة. ألم يخش لحظات من جانب معلمه العبث؟ ها هو يعبث بالطهارة والبراءة! لماذا؟ من أجل أن يعتلي الموقع الرفيع الثاني في جماعته. أيهون عليه حقا أن يتم مهمته فيدفع بالبنت إلى الهاوية؟ كلا! لم يكن يوما من أهل ذاك المنحدر. وما أغراه بالانضمام إلى جماعة المعلم إلا استزادة من الشرف، وهيهات أن ينسى نظراتها المحبة الواثقة. ولا صوتها العذب وهي تتمتم: ليكن.
هل يبيع ذلك كله من أجل مهمة غامضة كلفه بها رجل عظيم حقا، ولكنه معروف بأطواره المحيرة؟! كلا، فليقدم على ذلك وغد من الأوغاد لا رجل يهيم بالحياة السامية.
هكذا جلس عند قدمي معلمه وقد قرر أن شرفه أعلى من المهمة الغامضة.
9
قال واعيا بإقدامه على ما هو أخطر من قبول المهمة نفسها: البنت عاقلة لا سبيل إليها!
अज्ञात पृष्ठ