فلما سمع أبو بكر هذه الآية قال - فيما يحدث الرواة: بلى، والله إني لأحب أن يغفر الله لي. ثم عفا وصفح، وعاد إلى ما كان يصنع بقاذف ابنته من البر والمعروف والإحسان.
وكذلك صحب أبو بكر رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أصدق صحبة وأبرها وأصفاها.
فلا غرابة وهو من النبي بهذه المنزلة، وهو أنصح المسلمين لله ولرسوله وللإسلام، أن يختاره النبي ليصلي بالناس حين ثقل عليه المرض، على رغم ما حاولت عائشة وحفصة من الاعتذار عنه برقة قلبه وشدة حبه للنبي.
ولا غرابة في أن يجد النبي ذات يوم خفة فيخرج للصلاة، وقد قام أبو بكر يصلي بالناس؛ فلما رآه أبو بكر أراد أن يتأخر، فأشار النبي
صلى الله عليه وسلم
إليه ألا تبرح، ثم جلس عن يساره، فكان أبو بكر يصلي بصلاة النبي، وكان الناس يصلون بصلاة أبي بكر.
وكان أبو بكر أفهم الناس عن النبي؛ لأنه كان أعرفهم به وأقربهم إلى قلبه، ومن أجل ذلك فطن لما أراد النبي إليه حين قال ذات يوم على المنبر: إن عبدا خيره الله بين ما عنده وبين زهرة الدنيا فاختار ما عند الله، فقال أبو بكر في صوت تقطعه العبرة: بل نفديك بأنفسنا وأبنائنا، فعجب الناس لمقالته، وجعل بعضهم يقول لبعض: انظروا إلى هذا الشيخ كيف يقول! ولكن أبا بكر فطن لما أراد النبي من أن هذا العبد الذي آثر ما عند الله على زهرة الدنيا هو النبي نفسه، وكان يؤذن الناس بأن انتقاله عنهم إلى رضوان الله قريب.
والرواة يتكثرون في بعض الحديث ويختلفون فيما يتكثرون فيه باختلاف نزعاتهم السياسية، فقوم يزعمون أن النبي
अज्ञात पृष्ठ