130

शवाहिद तवधिह

شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح

अन्वेषक

الدكتور طَه مُحسِن

प्रकाशक

مكتبة ابن تيمية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٠٥ هـ

ومنها قول رسول الله (فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا) (٥٣٨).
قلت: (٥٣٩) نصب "نارًا" على التمييز، وأسند "يتوقد" إلى ضمير عائد على "الثقب". كما يقال: مررت بامرأة تتضوع من اردانها طيبا.
وعلامة صحة انتصاب التمييز بفعل أن يصلح اسناد الفعل إليه مضافًا الي المجعول فاعلًا، كقولك في "تتضوع من أردانما طيبا": يتضوع طييها من أردانها، وكقولك (٥٤٠) في "طاب زيد نفسًا" طابت نفس زيد.
وهذا الاعتبار صحيح في "يتوقد تحته نارًا" بأن يقال: تتوقد ناره تحته، فصح نصب "نار" (٥٤١) على التمييز. ويجوز أن يكون فاعل "يتوقد" موصولًا ب "تحته " فحذف وبقيت صلته دالة عليه لوضوح المعنى، والتقدير: يتوقد الذي تحته نارًا، أو: يتوقد ما تحته نارًا. و"نارًا" أيضا تمييز.
ونظير هذا التقدير قول الأخفش في ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا﴾ (٥٤٢) إن أصله: وإذا رأيت ما ثم (٥٤٣).
وحذف الموصول لدلالة صلته (٥٤٤) عليه مما انفرد به الكوفيون (٥٤٥)، ووافقهم الأخفش.
وهم في ذلك مصيبون.

(٥٣٨) صحيح البخاري ٢/ ١٢٥. وقىِ نسخة" تتوقد تحته نارُ".
(٥٣٩) ب: قلت تضمن هذا الحديث. تحريف.
(٥٤٠) من "طيبا" إلى هنا ساقط من ب. وكتب بدله (ومنه طاب).
(٥٤١) د: نارا: تحريف.
(٥٤٢) الانسان ٢٠/ ٧٦.
(٥٤٣) لم أقف على هذا التقدير في "معاني القرآن" للأخفش، ولكنى وجدته يصرح عند تفسير الآية
في ص ٦٠ بما يأتى: (يريد أن يجعل "رأيت" لا تتعدى، كما يقول: ظننت في الدار خير" وما نسبه ابن مالك إلى الأخفش ثابت في "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢١٨ وقال مكي فى "مشكل اعراب القرآن" ص ٧٨٥ (وقال الفراء والأخفش: "ثمْ" مفعول به لرأيت).
(٥٤٤) ج: الصلة. تحريف.
(٥٤٥) ب: الكوفيين. تحريف.

1 / 133