وامح اللهم ذنبي؛
لتسقط آثامي عن يمينك وشمالك.
أو استمع إلى هذا الدعاء يخاطب به الإنسان قاضيه الإلهي ليثبت له براءته من الذنوب:
سلام عليك أيها الإله العظيم، رب الصدق والعدالة! لقد وقفت أمامك يا رب، وجيء بي لأشهد جمالك ... جئت إليك أحمل قول الصدق. إني لم أظلم الناس ... لم أظلم الفقراء ... لم أفرض على رجل حر أكثر مما فرضه هو على نفسه ... لم أهمل ولم أرتكب إثما بغيضا لدى الآلهة، ولم أكن سببا في أن يسيء السيد معاملة عبده، لم أمت أحدا من الجوع، ولم أبك أحدا، ولم أقتل أحدا، ولم أخدع أحدا ... لم أطفف الكيل، ولم أنتزع اللبن من أفواه الرضع ... أنا طاهر، أنا طاهر، أنا طاهر.
على أن المصري القديم قد بلغ من نظرته الروحانية الفنية ذروتها في شخص «إخناتون»، الذي ربما كان أول إنسان في الوجود أدرك وحدانية الوجود، أدركها بالبصيرة لا بالبصر، أدركها بخفقة الوجدان لا بالقياس العقلي، أدركها بطويته لا من خارج، أدركها بالروح لا بالبدن، أدركها إدراك الفنان لا إدراك العالم، وهاك ترنيمة من ترانيمه الخالدات، لترى هل ينطق بمثل هذا الكلام إلا شاعر فنان؟
قال يخاطب الشمس رمز الإله الواحد، ومصدر النور والحياة:
ما أجمل مطلعك في أفق السماء! إيه يا منشئ الحياة، ويا مخرج الأحياء، إنك إذا أشرقت ملأت الأرض جمالا من جمالك، فأنت الجميل العظيم المضيء المتعال، يحيط شعاعك بالأرض وما عليها من خلائقك التي ربطتها جميعا بآصرة من حبك، فمهما نأيت غمرت الأرض بنورك، ومهما علوت ألمت أطرافك بالأرض لألأة بإشراق الضحى.
إنك حين تغرب يكتنف الأرض ظلام كالموت، ويأوي الناس إلى مخادعهم، معصوبة رءوسهم، مسدودة خياشيمهم، لا يرى أحد منهم أحدا ... وعندئذ يخرج الأسد من عرينه، وتلدغ الأفعى، وتسكن الدنيا سكونا لا حراك فيه.
ألا ما أبهى الأرض حين تشرق أنت في الأفق فتضيئها بنورك يا مصدر النور، فتمحو آية الظلام ... ويستيقظ الناس وينشطون، فيغسلون أجسادهم ويرتدون ثيابهم، ويرفعون أيديهم تمجيدا لطلعتك.
عندئذ تنشط الدنيا بالعمل، وتستريح الأنعام في مراعيها، ويزدهر الشجر، ويورق النبات، ويرفرف الطير في مناقعه باسط الجناحين تسبيحا بحمدك، وترقص الأغنام نشوانة، ويطير كل ذي جناحين؛ إنها كلها لتحيا بإشراقك عليها.
अज्ञात पृष्ठ