शर्ख बुखनिर दरविन के माध्यम पर
شرح بخنر على مذهب دارون
शैलियों
وسأجد نفس الشيء بعد خمسمائة سنة أيضا.
فتاريخ الأرض وتاريخ الإنسان على مذهب الذين ينكرون الارتقاء معبر عنهما بتصور هذا الشاعر. وهذا التصور يوافق أيضا أصحاب الارتقاء؛ إذ يريهم أعظم التغيرات يتعاقب في الطبيعة، وفي تاريخ الإنسان، إلا أن الأزمنة التي يقتضيها ذلك لا يدركها الإنسان الذي يرى أن كل شيء حوله ساكن، ولا يدركها إلا من أعطي له علم كل شيء. وإله هذا الشاعر حقيقة هو العلم الذي لا يقتصر نظره على الحاضر القصير، بل يمتد إلى ما وراء ذلك. وما يؤاخذ به على الشاعر روكرت علميا إنما هو قصر الزمان الذي اعتمد عليه في أدوار سياحة سائحه، فلو قال: خمسة آلاف سنة عوضا عن خمسمائة؛ لكان أقرب إلى الحقيقة، ولزاد شعره رونقا أيضا.
فلو صح ذلك وصحت الاعتراضات على الارتقاء، لكنا في أسوأ الحالات التي كشفها لنا العلم وأضعفها للعزيمة؛ إذ يكون وجودنا ووجود الشعوب والأمم والحياة في عموم الطبيعة منذ ملايين من السنين، عبارة عن عود الأشياء على نفسها لا بدأة ولا آخر، ولا غاية ولا تكميل، فتظهر الأفراد والشعوب والأمم والنظامات، وتختفي كأمواج البحر بدون أن تترك لوجودها أثرا إلا مكانا فارغا تملؤه موجة جديدة تنسحب، ثم يأتي غيرها وهكذا إلى ما لا نهاية له.
9
على أن ما نعلمه يجعلنا نجزم بأن القول بسكون أبدي أو بحركة دائمة لا تقدم فيها خطأ، وأي خطأ! فإن الأشياء في الطبيعة والتاريخ تدلنا بالضد من ذلك على تقدم دائم ولو بطيء، ولا يراد من هذا القول أن الاعتراضات المذكورة غير صحيحة أو لا قيمة لها، كلا، وإنما تدل على أن الأشياء ليست بسيطة كما كان يظن، وكما لا يزال يظن أيضا كثيرون. فقد كان الاعتقاد زمانا طويلا أن جميع الأجسام الحية تؤلف من أعلى إلى أدنى سلسلة بسيطة منتظمة، وأنه لم يكن للنمو في الماضي والحاضر إلا سير صاعد، وهذه السلسلة التي آخرها الإنسان لا بد أن كان أولها في ذي الكرية الواحدة، أو الإسفنج، أو بعض الصور النباتية الدنيئة جدا. وعليه، فالنباتات لاعتبارها أدنى الأحياء وجدت أولا، ثم الحيوانات الدنيا التي خرجت منها الحيوانات المشععة والرخوة، ثم المفصلة الناشئة من الرخوة، ثم الأسماك من المفصلة، فالحشرات من الأسماك، ثم ذوات الثدي والطيور من الحشرات، ثم الإنسان. واعتقدوا كذلك أن مثل هذا الترتيب كائن في نفس الصف، وأن كل صورة ناشئة من صورة أدنى منها، فهذا المذهب قد انتقض اليوم؛ إذ لا يتفق مع سائر الأشياء، ولا سيما مع تحول طائفة كبيرة إلى أخرى.
فسير النمو العضوي والارتقاء المتعلق به هو غير ذلك، وأكثر اختلاطا أيضا، فهو ليس سلسلة واحدة فقط، بل سلاسل كثيرة متوازية نشأت في الأصل من أصول واحدة، أو من أصل واحد، ثم انبثت متشعبة إلى ما يفوق حد الحصر عدا واختلافا، وقبل بسط هذه القضية المهمة لا بد من تفنيد الاعتراضات المعترض بها على مذهب الارتقاء واحدا واحدا، فأقول:
إن الحجة التي يستند إليها أوطو فولجر؛ أي وجود صور ذات تكوين عال في الطبقات القديمة جدا للأرض حيث لم يكن يظن - على فرض صحتها - لا تنقض مذهب الارتقاء، وإنما تبعد أصل الحياة ومتفرعاتها إلى أزمنة أبعد وأدوار جيولوجية أقدم. ومن المسلم به أن الحي كلما كان أرقى كان زمان تكوينه أطول، ولا صعوبة في قبول ذلك، إذ إن الزمان لا ينقص الجيولوجيا، فلا ينبغي أن نتوهم أننا نعرف أقدم طبقات الأرض، كلا، بل يجب أن ننتظر اكتشاف طبقات أقدم فأقدم يوما فيوما. وبقطع النظر عن النظام الكمبري
10
السابق الطبقات السيلورية
11
अज्ञात पृष्ठ