शरह़ उसूल इक़्तिक़ाद
اعتقاد أهل السنة
٣٥٩ - وَذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ فَرَجٍ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ يَقُولُ: " مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ شَيْئًا مِنَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا سُفْيَانَ، مِنْ أَيْنَ قُلْتَ هَذَا؟ قَالَ: لِأَنَّ اللَّهَ ﵎ يَقُولُ: ﴿وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي﴾ [السجدة: ١٣] وَلَا يَكُونُ مِنَ اللَّهِ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ " وَكَذَلِكَ فَسَّرَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْمَكِّيُّ الْكِنَانِيُّ
اسْتِنْبَاطُ آيَةٍ أُخْرَى مِنَ الْقُرْآنِ وَهُوَ قَوْلُهُ: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ﴾ [لقمان: ٢٧] وَالْمَخْلُوقَاتُ كُلُّهَا تَنْفَدُ وَتَفْنَى، وَكَلِمَاتُ اللَّهِ لَا تَفْنَى، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى حِينَ يَفْنَى خَلْقُهُ: ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾ [غافر: ١٦] فَيُجِيبُ تَعَالَى نَفْسَهُ: ﴿لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [إبراهيم: ٤٨]
٣٦٠ - وَعَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ﴾ [لقمان: ٢٧] قَالَ: قَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّمَا هَذَا كَلَامٌ يُوشِكُ أَنْ يَنْفَدَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى مَا تَسْمَعُونَ، يَقُولُ: لَوْ كَانَ شَجَرُ الْأَرْضِ أَقْلَامًا، وَمَعَ الْبَحْرِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مِدَادًا، ⦗٢٤٦⦘ لَتَكَسَّرَتِ الْأَقْلَامُ وَنَفِدَتِ الْبُحُورُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ عَجَائِبُ رَبِّي وَحِكْمَتُهُ وَكَلِمَاتُهُ وَعِلْمُهُ.
٣٦١ - وَعَنِ الْحَسَنِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ﴾ مُذْ خَلَقَ اللَّهُ الدُّنْيَا إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ أَقْلَامٌ، وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ لَتَكَسَّرَتِ الْأَقْلَامُ، وَنَفِدَتِ الْبُحُورُ، وَلَمْ تَنْفَدْ كَلِمَاتُ اللَّهِ: فَعَلْتُ كَذَا صَنَعْتُ كَذَا. ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَرَأَ: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ﴾ [لقمان: ٢٧] فَذَكَرَهُ كَمَا مَضَى.
٣٦٢ - وَعَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ مِثْلَهُ،
٣٦٣ - وَسَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الْهُذَيْلِ الْعَلَّافَ الْمُعْتَزِلِيَّ الْبَصْرِيَّ عَنِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: مَخْلُوقٌ. فَقَالَ لَهُ: مَخْلُوقٌ يَمُوتُ أَوْ يُخَلَّدُ؟ قَالَ: لَا، بَلْ يَمُوتُ. قَالَ فَمَتَى يَمُوتُ الْقُرْآنُ؟ قَالَ: إِذَا مَاتَ مَنْ يَتْلُوهُ فَهُوَ مَوْتُهُ. قَالَ: فَقَدْ مَاتَ مَنْ يَتْلُوهُ وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا وَتَصَرَّمَتْ وَقَالَ اللَّهُ ﷿: ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾ [غافر: ١٦] فَهَذَا الْقُرْآنُ وَقَدْ مَاتَ النَّاسُ. فَقَالَ: مَا أَدْرِي. وَبُهِتَ ⦗٢٤٧⦘. وَذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا الْهُذَيْلِ فَذَكَرَهُ
2 / 245