155

وعلة الإضافة الواقعة بينهما.

[وجه انه لا يصح فيه تعالى قول «مذ»، «قد»، «لعل» و«متى»]

كيف ولا تغيبه «مذ»!

«غياه»، جعل له غاية. وكلمة «مذ» لابتداء الغاية أي لا تجعل كلمة «مذ» له سبحانه غاية بمعنى انه يستحيل أن يتجدد له حال فيكون لها ابتداء حتى يصح أن يقال: مذ فعل كذا، كان على صفة كذا. وذلك استدلال على انه تعالى ليس منذ خلق، استحق معنى الخالق. ووجه الاستدلال قد عرفت من انه لا يجرى عليه الأزمنة والأحوال ولم يسبق له حال على حال، إذ «ليس عند ربك صباح ولا مساء»، ولا يتغير بانغيار الأشياء.

ولا تدنيه «قد»

«أدناه» قربه. وكلمة «قد» للتقريب أو التوقع. والمعنى: لا يجعله كلمة «قد» قريبا من حال أو صفة أي ليس هو سبحانه يقرب من شيء ويبعد عن آخر حتى يصح أن يطلق عليه كلمة «قد» بأن يقال: قد كان كذا فصار كذا.

ولا تحجبه «لعل»

كلمة «لعل»، للترجي إلى جلب محبوب أو دفع مكروه. والرجاء، إنما يكون لمن لم يصل إلى شيء لا محالة وذلك إنما يكون لوجود مانع عن ذلك أياما كان فإطلاق الحجاب على كلمة «لعل» من قبيل إطلاق اسم السبب على المسبب أي ليس له سبحانه حالة منتظرة حتى يتوقع حصوله ويترجى وقوعه لكونه ممنوعا منه محجوبا عنه.

ولا توقته متى ولا تشمله حين ولا تقارنه مع

أي لا يصح عليه جل مجده قول «متى» بأن يقال: متى كان؟ لبراءته عن الزمان

पृष्ठ 170