151

وأيضا، هو سبحانه مبدأ التعين والاحتجاب، فكيف يوصف بما هو أجراه على خلقه؟!

وأيضا، الاحتجاب عن الشيء يستلزم المحدودية بأن يكون هو في مرتبة ودرجة وذلك الشيء في درجة أخرى، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا!

وأيضا، أي شيء يصير حجابا لنوره وذلك الحجاب أيضا من نوره. وفي المقام أسرار لا تحصى، طوبى لمن فاز بها! وكأنا في طي ما تلونا قد أشرنا إلى لمعات منها، فاقتبس إن كنت من أهلها!

[وجه ان له تعالى معنى الربوبية والإلهية والعالم والخالق والبارئ]

له معنى الربوبية اذ لا مربوب، وحقيقة الإلهية اذ لا مألوه، ومعنى العالم ولا معلوم، ومعنى الخالق ولا مخلوق، وتأويل السمع ولا مسموع

هذه الأحكام ليست ثابتة لله عز وجل قبل صدور الأشياء عنه فحسب [1] كما قد توهم، بل تلك ثابتة له أزلا وأبدا كما يشعر بذلك إيراده عليه السلام الجمل الاسمية الدالة على الثبوت الاستمراري وكذا إيراد بعض تلك الأحكام بالواو الحالية مع الجملة الاسمية المنفية ب «لا» التبرئة [2] ؛ وذلك لأن الأشياء بالنظر إلى جبروت شأنه وملكوت عزه وسلطانه، إنما هي على الهلاك الذاتي والبطلان الحقيقي، وليس في الوجود إلا نوره، ولا شيء في الشهود يقابل ظهوره؛ فللربوبية والألوهية ونظائرهما جهتان: معنى وحقيقة، وصورة وظاهر [3] :

पृष्ठ 166