136

تقدم [1] المشية على الإرادة حيث جاء في «حديث أسباب الفعل» [2] : «انه شاء وأراد» ولذلك نسب في هذه العبارة «الهمامة» التي هي القصد، إلى الإرادة، و«الهمة» التي هي المقصود، إلى المشية.

وبالجملة، هذا الميل وذلك القصد في المخلوق عبارة عن الضمير وخطور المقصود بالبال والتفكر لحصوله في المآل، وأما في الله سبحانه فليست الإرادة بهمة ولا المشية بالميل إلى المقصود، بل الأولى [3] ، عبارة عن نفس وجود الأشياء عنه مرادا له؛ والثانية، عبارة عن نفس صدورها عنه سبحانه من حيث لا ينافيه وسيأتي [4] إن شاء الله في بيانها تحقيق آخر خصنا الله بفهمه؛ وله الحمد.

[وجه انه تعالى مدرك]

مدرك لا بمجسة، سميع لا بآلة، بصير لا بأداة [5]

ذكر عليه السلام الإدراكات الثلاثة:

أحدهما، إدراك الملموسات المعبر عنه «بالإدراك المطلق» وذلك بقرينة ذكر المجسة.

والثاني، إدراك المبصرات.

पृष्ठ 151