Explanation of Sunan Ibn Majah by Al-Harari
شرح سنن ابن ماجه للهرري
प्रकाशक
دار المنهاج
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
1439 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
جدة
शैलियों
हदीस विज्ञान
وَايْمُ اللهِ، لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ"، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: صَدَقَ وَاللهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ؛
===
والمعنى: والذي نفسي بيده؛ لَتُفَاضَنَّ عليكم الدنيا إفاضة، فَتَشْغلكم عن الآخرة حتى لا يضل قلب أحدكم عن الحق إضلالًا، ولا يشغله عن الآخرة شغلًا إلا هيه؛ أي: إلا الدنيا، فتهلككم، (وايم الله) أصله: أيمن، حذفت نونه اعتباطًا؛ أي: واسم الله قسمي (لقد تركتكم على مثل البيضاء) ولفظ (مثل) مقحم، والبيضاء صفة لمحذوف، تقديره: والله؛ لقد تركتكم أيتها الأمة على الملة والطريقة البيضاء؛ أي: النيرة الواضحة بأدلتها من الكتاب والسنة، (ليلها ونهارها سواء) أي: وضوحها وظهورها بأدلتها الباقية التي لا تنسخ سواء في جميع القرون القريبة إلى قرني والبعيدة عن قرني؛ أي: ما فارقتكم بالموت إلا وهي واضحة بأدلتها؛ لأني تركت لكم أصلين الكتاب والسنة، فصيغة الماضي بمعنى المضارع، كما قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ (١)، ففي هذا حث على اتباع السنة وملازمتها والاجتهاد فيها، والله ﷾ أعلم.
أو لفظ (مثل) صفة المِلَّةِ المحذوفةِ، والبيضاء صفة للأرض المحذوفة، والمعنى: والله؛ لقد تركتكم على الملة مثل الأرض البيضاء؛ أي: الفارغة من الأشجار المؤذية والسباع الضارية، (ليلها ونهارها سواء) أي: السير فيها ليلًا ونهارًا سواء، لا يخاف السالك فيها؛ أي: وقت سلك فيها ليلًا أو نهارًا من الأشجار المؤذية والسباع الضارية.
(قال أبو الدرداء: صَدَق والله) والفَصْل بين الفعل والفاعل بالقسم لا يضر؛ لأنه إنما يُذكر لتأكيد الكلام، أو: والله؛ صدق (رسول الله ﷺ
(١) سورة المائدة: (٣).
1 / 66