لِمَنْ يَغْلِبُ مِنْ الْفَرِيقَيْنِ، فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: صَدَقُوا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نَعْقِرُهَا كَبْتًا وَغَيْظًا لَهُمْ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ﴾ [الحشر: ٥] رِضَاءً بِمَا قَالَ الْفَرِيقَانِ.
٣٨ - وَاسْتُدِلَّ بِحَدِيثِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ «أَنَّ النَّبِيَّ ﵇ كَانَ عَهِدَ أَنْ يُغِيرَ عَلَى أُبْنَى. صَبَاحًا ثُمَّ يُحَرِّقَ» . وَفِي رِوَايَةٍ: أَبْيَاتٍ صَبَاحًا. وَهُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ كَانَ قُتِلَ أَبُوهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ. وَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ ﵇ مَوْجِدَةً شَدِيدَةً عَلَى ذَلِكَ، وَأَمَرَّهُ عَلَى ثَلَاثَةِ آلَافِ رَجُلٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِمْ إلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَيَشِنُّ الْغَارَةَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ يُحَرِّقُ. وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ﵇ قَبْلَ خُرُوجِهِ، وَنَفَذَ أَبُو بَكْرٍ ﵁ جَيْشَهُ كَمَا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﵇.
٣٩ - وَعَنْ الزُّهْرِيِّ «أَنَّ النَّبِيَّ ﵇ لَمَّا مَرَّ مِنْ أَوْطَاسٍ يُرِيدُ الطَّائِفَ بَدَا لَهُ قَصْرُ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ النَّصْرِيِّ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُحَرَّقَ» . وَفِي ذَلِكَ قَالَ حَسَّانُ:
وَهَانَ عَلَى سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍّ ... حَرِيقٌ بِالْبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ
قَالَ مُحَمَّدٌ ﵀: فَقَدْ أَمَرَ بِتَحْرِيقِ قَصْرِهِ وَلَيْسَ بِمُحَاصِرٍ لَهُ،
1 / 54