أَحدهمَا الْمُضَارع الْمُتَّصِل بنُون الْإِنَاث كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿والمطلقات يَتَرَبَّصْنَ﴾ ﴿والوالدات يرضعن﴾ فيتربصن ويرضعن فعلان مضارعان فِي مَوضِع رفع لخلوهما من الناصب والجازم ولكنهما لما اتصلا بنُون النسْوَة بنيا على السّكُون وَهَذَانِ الفعلان خبريان لفظا طلبيان معنى وَمثلهمَا يَرْحَمك الله وَفَائِدَة الْعُدُول بهما عَن صِيغَة الْأَمر التوكيد والإشعار بِأَنَّهُمَا جديران بِأَن يتلقيا بالمسارعة فكأنهن امتثلن فهما مخبر عَنْهُمَا بموجودين
الثَّانِي الْمَاضِي الْمُتَّصِل بضمير رفع متحرك نَحْو ضربت وَضربت وَضربت وضربنا زيدا وَالْأَصْل فِيهِ ضرب بِالْفَتْح فاتصل الْفِعْل بالضمير الْمَرْفُوع المتحرك وَهُوَ التَّاء فِي الْمثل الثَّلَاثَة الأولى لِأَنَّهَا فَاعل ونا فِي الْمِثَال الرَّابِع وهما متحركان وأعني بذلك أَن التَّاء متحركة والحرف الْمُتَّصِل بِالْفِعْلِ من نَا وَهُوَ النُّون متحرك فَلذَلِك بنيت الْأَمْثِلَة على السّكُون
واحترزت بتقييد الضَّمِير بِالرَّفْع من ضمير النصب فَإِنَّهُ يتَّصل بِالْفِعْلِ وَلَا يُغَيِّرهُ عَن بنائِهِ على الْفَتْح الَّذِي هُوَ الأَصْل فِيهِ نَحْو ضربك زيد وضربنا زيد وبتقييده بالمتحرك من الضَّمِير الْمَرْفُوع السَّاكِن نَحْو
1 / 90