نقصت أواخرها وَصَارَت على حرفين وَإِذا أضيفت تمت فَصَارَت على ثَلَاثَة أحرف تَقول هَذَا أَب بِحَذْف اللَّام وَأَصله أَبُو فَإِذا أضفته قلت هَذَا أَبوك وَكَذَا الْبَاقِي وَأما الهن فَإِذا اسْتعْمل مُفردا نقص وَإِذا أضيف بَقِي فِي اللُّغَة الفصحى على نَقصه تَقول هَذَا هن وَهَذَا هنك فَيكون فِي الْإِفْرَاد وَالْإِضَافَة على حد سَوَاء وَمن الْعَرَب من يَسْتَعْمِلهُ تَاما فِي حَالَة الْإِضَافَة فَيَقُول هَذَا هنوك وَرَأَيْت هُنَاكَ ومررت بهنيك وَهِي لُغَة قَليلَة ولقلتها لم يطلع عَلَيْهَا الْفراء وَلَا أَبُو الْقَاسِم الزجاحي فادعيا ان الْأَسْمَاء المعربة بالحروف خَمْسَة لَا سِتَّة
وَاعْلَم أَن لُغَة النَّقْص مَعَ كَونهَا أَكثر اسْتِعْمَالا هِيَ أفْصح قِيَاسا وَذَلِكَ لِأَن مَا كَانَ نَاقِصا فِي الْإِفْرَاد فحقه أَن يبْقى على نَقصه فِي الإضافه وَذَلِكَ نَحْو يَد أَصْلهَا يَدي فحذفوا لامها فِي الْإِفْرَاد وَهِي الْيَاء وَجعلُوا الْإِعْرَاب على مَا قبلهَا فَقَالُوا هَذِه يَد ثمَّ لما أضافوها أبقوها محذوفة اللَّام قَالَ الله تَعَالَى ﴿يَد الله فَوق أَيْديهم﴾
1 / 55