शरह रिसाला नसीहा
شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة
शैलियों
أما أنه لو رؤي في الآخرة لرأيناه الآن؛ فلأن الواحد منا حاصل على الحال التي لو رؤي لما رؤي إلا لكونه عليها؛ من سلامة الحاسة، وإرتفاع الموانع؛ والباريء -تعالى- موجود على الحال التي لو رؤي لما رؤي إلا لكونه عليها من وجوده تعالى، ولا مانع يعقل بيننا وبينه من بعد مفرط، أو قرب مفرط، ولا رقة، ولا لطافة، ولا هو في خلاف جهة الرائي، ولا هو في ظلمة -تعالى عن ذلك-؛ لأن هذه الأمور لا تثبت إلا في حق الأجسام ، وهو تعالى ليس بجسم، ولا هو بعرض، فيكون حالا في بعض هذه الموصوفات، فلما لم نره الآن مع حصول شرائط الرؤية فينا وفيه لو كان مرئيا -تعالى عن ذلك-؛ علمنا أنه لا تجوز رؤيته في دنيا ولا في آخرة.
وأما الدليل على أنا لا نراه الآن: فذلك معلوم ضرورة.
(مسألة في نفي الثاني)
[20]
وهو يجل عن قرين ثاني .... يمنع منه العقل والمثاني
لو كان ثان وهما ضدان .... وظهر المنكر في البلدان
ولم يسلم أول لتالي
هذا هو الكلام في مسألة الوحدانية، والخلاف فيه مع الثنوية([44]) من الديصانية([45]) والمانوية([46]) والمجوس([47]) على طبقاتهم، ومع المثلثة من النصارى([48]) والمرقيونية([49]).
قوله: (يجل عن قرين ثان): يريد؛ يتعالى ويعظم ويستحيل ثبوته في حقه [تعالى([50])].
قوله: (يمنع منه العقل): يريد؛ دلالة العقل.
و(المثاني): يريد؛ دلالة السمع؛ لأن المثاني القرآن في إحدى آيتي ([51]) ذكر المثاني، ودلالة القرآن هي الدلالة السمعية.
पृष्ठ 140