(تَلاَقَى، وَأَحْيَانًا تَبِينُ كَأَنَّهَا ... بَنَائِقُ غُرٌّ فيِ قَمِيصٍ مُقَدَّدِ)
(تلاقى) أي تتلاقى، أي تجتمع، وتبين: تفترق، يعني هذه الموارد يكون بعضها يلي بعضا ويتصل بعضها ببعض، والبنائق: جمع بنيقة، يقول: كأنها دخاريص قميص، والغر: البيض، والمقدد: المشقق، وقال أحمد ابن عبيد: تلاقى يعني
الحبال والآثار إذا سفلت إلى العُرى رءوسها، وإذا ارتفعت إلى الرحل تباينت، وخص الدخاريص لدقة رءوسها وسعة أسافلها، فأراد أن الآثار مما يلي الحلق دقيقة، وما علا من ذلك إلى الرحل واسع؛ لأن الحلق تجمع الحبال فيدق الأثر.
(وَأَتْلَعُ نَهَّاضٌ إذا صَعَدَتْ بِهِ ... كَسُكَّانِ بُوصِيٍّ بِدِجْلَةَ مُصْعِدِ)
يعني بالأتلع عنقها، والأتلع: المشرف، والتلع: الطول، ونهاض: ينهض في السير، أي يرتفع إذا سارت، ويقال: نهض إليه؛ إذا ارتفع اليه، ونهض الفرخ؛ إذا ارتفع وفارق عشه، وهي النواهض، ومعنى (صعدت به) أشخصته في السماء، والسُّكان: الذي تقوم به السفينة، والبوصي: السفينة، فارسي معرب، ويروى (كسكان نوتى) والنوتى: الملاح، وقال (مُصعِد) لأنه يعالج الموج.
(وَجُمْجُمَةٌ مِثْلُ العَلاَةِ كَأَنَّمَا ... وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إلى حَرْفِ مِبْرَدِ)
1 / 70