(كَقَنْطَرَةِ الرُّومِيِّ أَقْسَمَ رَبُّهَا ... لَتُكْتَنَفَنْ حَتَّى تُشَاد بِقَرْمَدِ)
لتكتنفا: أي لتؤتيا من أكنافها لتبنى؛ وتشاد: ترفع، والقرمد: الآجر الواحدة قرمدة، وقصد بناء الروم لإحكامه، وقوله: (لتكتنفا) أقسم، بالنون الخفيفة، والوقف عليها بالألف عوضا من النون، ولا يعوض منها إذا كان قبلها ضمة أو كسرة؛ لأنهم شبهوها بالتنوين في الأسماء لأنك تعوض منه في موضع النصب، ولا تعوض في موضع الرفع والجر، إلا أن النون في الأفعال تحذف لالتقاء الساكنين، والتنوين في الأسماء الاختيار فيه التحريك لأن ما يدخل في الأسماء أقوى مما يدخل في الأفعال.
(صُهابِيّةُ العُثْنُونِ مُؤْجَدَةُ القَرَا ... بَعِيدَةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَدِ)
الصهابية: التي يضرب لونها إلى الصهبة، وهي بياض يخالطه حمرة والعثنون: ما تحت لحييها من الشعر، والموجدة: المحكمة، قال أبو عمرو الشيباني: يقال: ناقة أجُد إذا كان عظم عدم من فقارها واحدا، وقوله (بعيدة وخد الرجل) يريد سعو خطوها، والوخد: ضرب من السير السريع، وقوله (موارة اليد) أي أن كتفيها تتبعان يديها في سهولة، يريد أنها خرقاء اليد، ويقال (مار يمور) إذا دار.
(أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ، وَأُجْنِحَتْ ... لَهَا عَضُدَاهَا فِي سَقِيفٍ مُسَنَّدِ)
1 / 68