(قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتِي بَيْنَ ضَارِجٍ ... وَبَيْنَ العُذَيْبِ، بُعْدَ مَا مُتَأَمَّلِي)
صُحبتي: بمعنى أصحابي، وهو اسم للجمع، وضارج والعذيب: مكانان، ويروى (بين حامز وبين أكام) وهو من بلاد غطفان، أي قعدت لذلك البرق أنظر من أين يجيء بالمطر، ومعنى قوله: (بُعدَ ما مُتأمل) ما أبعد ما تأملت، وحقيقته إنه نداء مضاف، فالمعنى يا بُعد ما مُتأمل، أي يا بُعد ما تأملت، وروى الرياشي (بَعْدَ ما) بفتح الباء، وهي تحتمل معنيين: أحدهما أن المعنى بَعُدَ ثم حذف الضمة كما يقال عَضْد في عَضُد، ويجوز أن يكون المعنى بَعْدَ ما تأملت.
(عَلاَ قَطَنًا - بِالشَّيْمِ - أَيْمَنُ صَوْبِهِ ... وَأَيْسَرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُلِ)
وروى الأصمعي (على قطن) وقطن: جبل، والشيم: النظر إلى البرق، وصوبه: مطره الذي يصيب الأرض منه، وقوله: (أيمن صوبه) يحتمل تفسيرين: أحدهما أن يكون من اليمن، والآخر أن يكون من اليمين، و(أيسره) يحتمل تفسيرين: أحدهما أن يكون من اليسر، والآخر أن يكون من يسرته. ويذبل: صرفه لضرورة الشعر. ويروى (على النباج وثيتل).
(فأَضْحَى يَسُحُّ المَاَء حَوْلَ كُتَيْفَةٍ ... يَكُبُّ عَلَى الأَذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ)
كتيفة: اسم أرض، يقول: فأضحى السحاب يصب الماء، وقوله: (يكب) يقلبها على رؤوسها، والأذقان هنا مستعارة، وإنما يريد بها الرءوس وأعالي الشجر، والدوح: جمع دوحة، وكل شجرة عظيمة دوحة، والكنهبل: شجر معروف من
1 / 50