وظبى: اسم كثيب، والأساريع: جمع أسروع ويسروع، وهي دواب تكون في الرمل - وقيل في الحشيش - ظهورها ملس، والإسحل: شجر له أغصان ناعمة، شبه أناملها بأساريع أو مساويك للينها.
(تَضِيُّ الظَّلاَمَ بِالْعِشَاَء كَأَنَّهَا ... مَنَارَةُ مُمْسَى رَاهِبٍ مُتَبَتِّلِ)
المتبتل: صفة الراهب، وهو المنفرد، وقيل: إنه المنقطع عن الناس المشغول بعبادة الله، وقوله (بالعشاء) معناه في العشاء، وقوله (كأنها منارة) أي كأنها سراج منارة، وقيل: هو على غير حذف، والمعنى أن منارة الراهب تُشرق بالليل إذا أوقد فيها قنديله، والمنارة مفعلة من النور، وخص الراهب لأنه لا يطفئ سراجه، وممسى راهب: إمساء راهب.
ومعنى البيت: أنها وضيئة الوجه، إذا ابتسمت بالليل رأيت لثناياها بريقا وضوءا، وإذا برزت في الظلام استنار وجهها وظهر جمالها حتى يغلب ظلمة الليل.
(إلى مِثْلِهَا يَرْنُو الحَلِيمُ صَبَابَةً ... إذا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ وَمِجْوَلِ)
يرنو: أي يديم النظر، والصبابة: رقة الشوق، وهو مصدر في موضع الحال، ويجوز أن يكون مفعولا من أجله، واسبكرت: امتدت، والمراد تمام شأنها، والدرع: قميص المرأة الكبيرة، والمجول للصغيرة، أي أنها بين من يلبس الدرع وبين من يلبس المجول، أي ليست بصغيرة ولا بكبيرة، هي بينهما.
فإن قيل: كيف قال (بين درع ومجول) وإنما هي تحتهما؟
فالجواب عن هذا أن يقال: أن المجول الوشاح، فهو يصيب بعض بدنها، والدرع أيضا يصيب بعض بدنها، فكأنها بينهما، والوجه الجيد هو الأول.
(كَبِكْرِ المُقَانَاةِ البَيَاضُ بِصُفْرَةٍ ... غَذَاهَا نَمِيرُ المَاءِ غَيْرَ مُحَللِ)
البكر هنا: أول بيض النعامة، والمقاناة: المخالطة، يقال: ما يُقانيني خلق فلان،
1 / 33