180

शरह क़सैद

شرح القصائد العشر

प्रकाशक

عنيت بتصحيحها وضبطها والتعليق عليها للمرة الثانية

عُلقتها: أي أحببتها، وبفلان علق وعلاقة من فلانة، وقوله (عرضا) معناه كانت عرضا من الأعراض اعترضني من غير أن أطلبه، ونصب (عرضا) على البيان، وفي قوله (زعما) قولان: أحدهما أني أحبها وأقتل قومها فكان حبها زعما مني، والقول الآخر أن أبا عمرو الشيباني قال: يقال (زَعِمَ يَزْعَم زَعَما) إذا طمع، فيكون على هذا الزَّعم اسما يعني الزعم، وقال ابن الانباري: معناه علقتها وأنا أقتل قومها فكيف أحبها وأنا أقتلهم؟ أم كيف أقتلهم وأنا أحبها؟ ثم رجع مخاطبا لنفسه فقال: (زعما لعمرُ أبيكَ ليسَ بمزعم) أي هذا فعل ليس بفعل مثلي، والزعم: الكلام، ويقال: (أمر فيه مزاعم) أي فيه منازعة، قال: والعرض منصوب على المصدر، والزعم كذلك أيضا. (وَلَقَدْ نَزَلْتِ فَلاَ تَظْنِّي غَيْرَهُ ... مِنِّى بِمَنْزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ) الباء في قوله (بمنزلة) متعلقة بمصدر محذوف؛ لأنه لما قال (نزلت) دل على النزول، وقال أبو العباس في قوله ﷿: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإلْحَادٍ بِظُلْمٍ) أن الباء متعلقة بالمصدر؛ لأنه لما قال: (ومَنْ يُرِدْ) دلَّ على الإرادة، وقوله (بمنزلة) في موضع نصب، والمعنى: ولقد نزلت منى منزلة مثل منزلة المحب. وقوله (فلا تظني غيره) أي لا تظني غير ما أنا عليه من محبتك، والمُحب جاء على أحب وأحببت، والكثير في كلام العرب محبوب. (كَيْفَ المَزَارُ وَقَدْ تَرَبَّعَ أَهْلُهَا ... بِعُنًيْزَتْينِ وَأَهْلُنَا بِالْغَيْلَمِ؟) يقال (تربع القوم) نزلوا في الربيع، وعنيزتان والغيلم: موضعان يقول: كيف أزورها وقد بعدت عنى بعد قربها وإمكان زيارتها؟ والمزار: مرفوع بالابتداء

1 / 181