124

शरह क़सैद

شرح القصائد العشر

प्रकाशक

عنيت بتصحيحها وضبطها والتعليق عليها للمرة الثانية

يقاتل به. (وَمَنْ يُوفِ لاَ يُذْمَمْ، وَمَنْ يُفْضِ قَلْبًهُ ... إلى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لاَ يَتَجَمْجَمِ) يقال: وفى، وأوفى أكثر، وقوله (ومن يُفض قلبه) أي بصير، ومطمئن البر: خالصه، ولا يتجمجم: أي لا يتردد في الصُّلح. ويوف: مجزوم بالشرط، والجواب قوله (لا يُذمم) ولم تفصل لا بين الشرط وجوابه كما لم تفصل بين النعت والمنعوت في قولك: مررت برجل لا جالس ولا قائم، وإنما خصت لا بهذا لأنها تزاد للتوكيد كما قال ﷿: (مَا مَنَعَكَ أن لاَ تَسْجُدَ) المعنى أن تسجد. (وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ المنَايَا يَنَلْنَهُ ... وَلَوْ رَامَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلمِ) ويروى: وَمَنْ يَبْغ أَطْرَاف الرِّمَاحِ يَنَلْنَهُ ... وَلَوْ رَامَ أن يَرْقَى السَّمَاَء بِسُلّمِ يقول: من تعرض للرماح نالته، ورام: معناه حاول، والأسباب: النواحي، وإنما عنى بها من يهاب كراهة أن تناله؛ لأن المنايا تنال من يهابها ومن لا يهابها، ونظير هذا قوله ﷿: (قُلْ إن المَوْتَ الّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ) والموت يلاقي من فر ومن لم يفر، فيقال: كيف خوطبوا بهذا وأنت إذا قلت

1 / 125