قوله (سلكى) معناه مستقيمة. ومخلوجة: غير مستقيمة. وقال أبو عبيدة: سلكى مستوية، ومخلوجة:
تختلجهم. وقال: سألت عنها أبا عمرو بن العلاء فقال: سألت عنها فلم أجد من يعرفها، وهي من
الكلام الدارس. وقال الأصمعي: سلكى: مستقيمة. ومخلوجة: يمنة ويسرة. ومثل من الأمثال: (الرأي
مخلوجة وليس بسلكى). وقوله: (كرك لامين على نابل)، أي كرك سهمين على رجل صاحب نبل
رماك بسهمين فكررتهما أنت عليه، أي رميتها فوقعا مختلفين. ويروى: (ليك لامين) و(لفتك لامين)،
فمن رواه: (ليك لامين) أراد كما تلوى سهمين. والأصل في ليك لويك، فلما اجتمعت الياء والواو
والسابق ساكن جعلتا ياء مشددة، كما قال الله ﷿: (وكان أمرًا مَقْضيّا) أصله مقضويا، فلما
اجتمعت الياء والواو والسابق ساكن جعلتا ياء مشددة. وكذلك كويته كيَّا، ولويته ليَّا.
قال أبو بكر: وسمعت أحمد بن يحيى يقول: كرّك لامين على نابل، أي كما نقول: ارم ارم! يصف
سرعة الطعن، أي لا فصل بين الطعنتين.
(حلت لي الخمرُ وكنت امرأً ... عن شربها في شغل شاغِل)
وذلك إنه حلف ألا يشرب الخمر حتى يدرك بثأر أبيه.
(فاليومَ فاشربْ غير مستحقبٍ ... إثمًا من الله ولا واغلِ)
قوله: (غير مستحقب) معناه غير مستوجب. والواغل: الداخل في قوم وليس منهم. والواغل في
الخمر، والوارش في الطعام، وهو مثل الطفيلي. والطفيلي مولد من كلام العرب. واليوم، منصوب
باشرب، كما تقول: زيدا فاضرب. وغير منصوبة على الحال بما في اشرب. والإثم منصوب
بمستحقب. والواغل منسوق على المستحقب. وأنشده سيبويه: (فاليوم أشرب) فسكن الباء طلبا
للتخفيف، كما قرأ أبو عمرو: (ويأمُرْكن)
1 / 10