وذكر أبو العباس في فتح أميمة الوجهين اللذين ذكرهما الفراء. ويروى: (أفاطم أبقى بعض هذا
التدلل. وأبقى موضعه جزم، لأنه أمر علامة الجزم فيه سقوط النون، وهمزت الألف في الوصل لأنها
ألف قطع، والدليل على ذلك أن الماضي على أرعة أحرف والمستقبل مضموم الأول، فالماضي بقى
والمستقبل يُبقى. وبعض منصوب ببقى، وهذا مخفوض بإضافة بعض إليه، والتدلل تابع لهذا.
ويروى: (أفاطم مهلا بعض هذا التدلل) فبعض في هذه الرواية منصوب بفعل مضمر، كأنك قلت
مهلا أبقى بعض هذا التدلل، فحذفت الفعل لأن مهلا يدل عليه والرواية الأولى رواية أبي عمرو
الشيباني. وقوله: (وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي) أن شرط، والتاء اسم الكون، وخبر الكون ما
عاد من الاء التي في أزمعت، وصرمي منصوب بأزمعت، والفاء في قوله فأجملي جواب الشرط،
وأجملي موضعه جزم لأنه أمر علامة الجزم فيه سقوط النون. والمعنى: أن كنت عزمت على هجري
فأجملي في اللفظ. وقال الأصمعي: يقال قد أمعت على الأمر، وأجمعت عليه، وعزمت عليه، سواء.
وهذا مثل قول العجاج:
فإنْ تُديمي وَصْلَ عَفٍّ وَصَّالْ ... يدُم وإلاَّ ينْصرفْ بإجمالْ
وروى أبو عبيدة: (وإن كنت قد أزمعت قتلي فأجملي). ويروى: (وإن كنت قد أزمعت هجري).
ويقال في المثل: (أجمل في قتلي). ويقال: قتلة أحسن من هذه. وقال يعقوب: الصرم: القطيعة. يقال:
صرمت الشيء أصرمه صرما، اذا قطعته؛ والصرم الاسم، ومنه سيف صارم، ومنه زمن الصِّرام
والصَّرام. ومنه الصرائم: قطع من الرمل تنقطع من معظمه. ومنه الصريمة: العزيمة. وقال ابن
الكلبي: فاطمة هي ابنة العبيد بن ثعلبة بن عامر. قال: وعامر هو الأجدار بن عوف بن كنانة بن
عوف بن عذرة. قال: ولها يقول:
لا وأبيكِ ابنةَ العامر ... ىِّ لا يدَّعى القومُ أني أفِرّ
وإنما سمى الأجدار لجدَرة كانت في عنقه.
1 / 44