(إِذا ما بَكَى مِنْ خَلْفِها انصرفَتْ له ... بشِقٍّ وتحتي شِقُّها لم يُحوَّلِ)
يقول: كانت تحتي، فإذا بكى الصبي انصرفت له بشق ترضعه وهي تحتي بعد. وإنما تفعل هذا لأن
هواها معي. وروى أبو عبيدة:
إذا ما بكى مِن خلفها انحرَفت له ... بشِقً وشِقٌّ عندنا لم يُحلحَلِ
أي لم يحرك. وما صلة، كأنه قال: إذا بكى. وما في (بكى) يعود على ذي تمائم. وانصرفت جواب
إذا، والهاء في له يعود على ما في بكى. ويروى: (إذا ما بَكَى من حُبِّها).
(ويَوْمًا على ظَهْر الكَثِيبِ تَعذَّرَتْ ... عَلَّى وآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ)
اليوم منصوب بتعذرت، وعلى صلة اليوم. والكئيب: رمل مجتمع. (وتعذرت): تشددت. ويقال:
تعذرت الحوائج عند فلان، أي تعسرت. و(آلت): حلفت. ويقال ألوة، وألية، وألوة. وقوله: (ويوم
على ظهر الكثيب). وقال السجستاني: تعذرت أصله من العذر، أي لم نجدها على ما نريد.
(أَفَاطِمَُ مَهْلًا بعضَ هَذَا التَّدلُّلِ ... وإِنْ كُنْتِ قد أَزمَعْتِ صُرْمى فأَجْمِلي)
قوله (أفاطم)، معناه يا فاطم. وفي الاسم المنادى تسع لغات: يقال يا فاطم بإثبات يا، ويقال فاطم
بإسقاط يا، قال الله ﷿: (يا آدَمُ أنبئْهُمْ بأسمائهم) فأثبت يا، وقال في موضع آخر: (يوسُفُ
أعرِضْ عن هذا). ويقال: وافاطم، ويقال أيضا: أفاطم، ويقال آفاطم بهمزة بعدها ألف، ويقال أيْ
فاطم. أنشد الفراء:
ألم تسمعي أيْ عَبْدَ في رَونق الضُّحى ... بكاءَ حَمامات لهنَّ سَجيعُ
1 / 42