ويقال: أعفيت الشيء، إذا كثرته. جاء في الحديث: (أحفوا الشَّواربَ وأعفُوا اللحى). ويقال: عفا
فلان فلانا، إذا طلب نائله، وهو عاف وجمعه عفاة. قال الأعشى:
تَطوف العُفاةُ بأبوابه ... كَطَوف النَّصارى ببيت الوثنْ
والرسم رفع بيعف، ويعف مجزوم بلم، علامة الجزم فيه سقوط الواو. وقوله: (لما نسجتها من
جنوب وشمأل). ما في معنى تأنيث، والتقدير: للريح التي نسجت المواضع. والهاء تعود على
الدخول فحومل وتوضح والمقراة. ونسجت صلة ما، وما فيه يعود على ما. قال الشاعر:
ألِفَ الصُّفونَ فما يزال كأنه ... مما يقومُ على الثَّلاث كسيرا
فمعناه: فما يزال كأنه من الخيل التي تقوم على ثلاث، ومن الأجناس التي تقوم على ثلاث. ويروى:
(لما نسجته من جنوب). فالهاء تعود على الرسم. وقال بعض أهل اللغة: يجوز أن تكون ما في معنى
المصدر، يذهب إلى أن التقدير لنسجها الريح، أي لما نسجتها الريح. ثم أتى بمن مفسرة فقال: (من
جنوب وشمأل). ففي نسجت ذكر الريح لأنها لما ذكر الريح لأنها لما ذكرت المواضع والنسج والرسم
دلت على الريح، فكنى عنها لدلالة المعنى عليها. قال الله ﷿: (والنهار إذا جلاّها). أراد: إذا
جلى الظلمة، فكنى عن الظلمة ولم يتقدم ذكرها لذلك المعنى. قال الشاعر:
أماويّ ما يُغنى الثَّراءُ عن الفتى ... إذا حشرجَتْ يومًا وضاق بها الصَّدر
أراد: إذا حشرجت النفس، فكنى عنها ولم يتقدم ذكرها؛ لان معناها مفهوم. ولم يجز أبو العباس أن
يكون (ما) في معنى المصدر، واحتج بأن الفعل يبقى بلا صاحب.
وفي الشمأل ست لغات: شمال بإثبات الألف من غير همزة، وشمأل بإثبات همزة بعد الميم، وشأمل
بإثبات همزة قبل الميم. قال الشاعر:
1 / 22