शरह नहज बलाघा
شرح نهج البلاغة
अन्वेषक
محمد عبد الكريم النمري
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
1418 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
بيروت
واستأدى الله سبحانه وتعالى الملائكة وديعته لديهم ، وعهد وصيته إليهم ، في الإذعان بالسجود له ، والخنوع لتكرمته ، فقال لهم : ' اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس ' وقبيله ؛ اعترتهم الحمية ، وغلبت عليهم الشقوة ، وتعززوا بخلقة النار ، واستوهنوا خلق الصلصال ؛ فأعطاه الله النظرة استحقاقا للسخطة ، واستتماما للبيلة ، وإنجازا للعدة ، فقال : ' فإنك من المنظرين ، إلى يوم الوقت المعلوم ' .
الشرح : الحزن : ما غلظ من الأرض . وسبخها : ما ملح منها . وسنها بالماء ، أي ملسها ، قال :
ثم خاصرتهاإلى القبة الخض . . . راء تمشي في مرمر مسنون أي مملس . ولاطها ، من قولهم : لطت الحوض بالطين ، أي ملطته وطينته به . والبلة بفتح الباء . من البلل ولزبت ، بفتح الزاي ، أي التصقت وثبتت . فجبل منها ، أي خلق . والأحناء : الجوانب ، جمع حنو . وأصلدها : جعلها صلدا ، أي صلبا متينا . وصلصلت : يبست ، وهو الصلصال . ويختدمها : يجعلها في مآربه وأوطاره كالخدم الذين تستعملهم وتستخدمهم . واستأدى الملائكة وديعته : طلب منهم أدائها . والخنوع : الخضوع . والشقوة ، بكسر الشين ، وفي الكتاب العزيز : ' ربنا غلبت علينا شقوتنا ' . واستوهنوا : عدوه واهنا ضعيفا . والنظرة ، بفتح النون وكسر الظاء : الإمهال والتأخير . فأما معاني الفصل فظاهرة ، وفيه مع ذلك مباحث : منها أن يقال : اللام في قوله : لوقت معدود ، بماذا تتعلق ؟ والجواب ، أنها تتعلق بمحذوف تقديره : حتى صلصلت كائنة لوقت ، فيكون الجار والمجرور في موضع الحال ، ويكون معنى الكلام أنه أصلدها حتى يبست وجفت معدة لوقت معلوم ، فنفخ حينئذ روحه فيها . ويمكن أن تكون اللام متعلقة بقوله : فجبل ، أي جبل وخلق من الأرض هذه الجثة لوقت ، أي لأجل وقت معلوم ، وهو يوم القيامة .
ومنها أن يقال : لماذا قال : من حزن الأرض وسهلها ، وعذبها وسبخها ؟ والجواب ، أن المراد من ذلك أن يكون الإنسان مركبا من طباع مختلفة ، وفيه استعداد للخير والشر ، والحسن والقبح .
पृष्ठ 65