शरह नहज बलाघा
شرح نهج البلاغة
संपादक
محمد عبد الكريم النمري
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण
الأولى
प्रकाशन वर्ष
1418 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
بيروت
وروى بكر بن عيسى عن عاصم بن كليب الجرمي ، عن أبيه ، قال : شهدت عليا عليه السلام وقد جاءه مال من الجبل ، فقام وقمنا معه ، وجاء الناس يزدحمون ، فأخذ حبالا فوصلها بيده ، وعقد بعضها إلى بعض ، ثم أدارها حول المال ، وقال : لا أحل لأحد أن يجاوز هذا الحبل ، قال : فقعد الناس كلهم من وراء الحبل ، ودخل هو ، فقال : أين رؤوس الأسباع ؟ وكانت الكوفة يومئذ أسباعا - فجعلوا يحملون هذه الجوالق إلى هذه الجوالق ، وهذا إلى هذا ، حتى استوت القسمة سبعة أجزاء ، ووجد مع المتاع رغيف ، فقال : اكسروه سبع كسر ، وضعوا على كل جزء كسرة ، ثم قال :
هذا جناي وخياره فيه . . . إذ كل جان يده إلى فيه
ثم أقرع عليها ودفعها إلى رؤوس الأسباع ، فجعل كل منهم يدعو قومه فيحملون الجواليق .
وروى مجمع ، عن أبي رجاء ، قال : أخرج علي عليه السلام سيفا إلى السوق ، فقال : من يشتري مني هذا ؟ فوالذي نفس علي بيده ، لو كان عندي ثمن إزار ما بعته ، فقلت له : أنا أبيعك إزارا وأنسئك ثمنه إلى عطائك ، فدفعت إليه إزارا إلى عطائه ، فلما قبض عطائه دفع إلي ثمن الإزار .
وروى هارون بن سعيد ، قال : قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لعلي عليه السلام : يا أمير المؤمنين ، لو أمرت لي بمعونة أو نفقة ! فوالله ما لي إلا أن أبيع دابتي ، فقال : لا والله ما أجد لك شيئا إلا أن تأمر عمك أن يسرق فيعطيك .
وروى بكر بن عيسى ، قال : كان علي عليه السلام يقول : يا أهل الكوفة ، إذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي ورحلي وغلامي فلان فأنا خائن ، فكانت نفقته تأتيه من غلته بالمدينة بينبع ، وكان يطعم الناس منها الخبز واللحم ، ويأكل هو الثريد بالزيت . وروى أبو إسحاق الهمداني أن امرأتين أتتا عليا عليه السلام : إحداهما من العرب والأخرى من الموالي ، فسألتاه ، فدفع إليهما دراهم وطعاما بالسواء ، فقالت إحداهما : إني امرأة من العرب ، وهذه من العجم ، فقال : إني والله لا أجد لبني إسماعيل في هذا الفيء فضلا على بني إسحاق .
وروى معاوية بن عمار عن جعفر بن محمد عليه السلام ، قال : ما اعتلج على علي عليه السلام أمران في ذات الله ، إلا أخذ بأشدهما ، ولقد علمتم أنه كان يأكل - يا أهل الكوفة - عندكم من ماله بالمدينة ، وأن كان ليأخذ السويق فيجعله في جراب ، ويختم عليه مخافة أن يزاد عليه من غيره ، ومن كان أزهد في الدنيا من علي عليه السلام ! .
पृष्ठ 119