शरह नहज बलाघा
شرح نهج البلاغة
संपादक
محمد عبد الكريم النمري
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण
الأولى
प्रकाशन वर्ष
1418 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
بيروت
وقال سليمان بن حنظلة : بينا نحن حوالي أبي كعب نمشي ، إذ رآه عمر فعلاه بالدرة ، وقال له : انظر من حولك ! إن الذي أنت فيه ذلة للتابع ، فتنة للمتبوع .
وخرج عبد الله بن مسعود من منزله ، فاتبعه قوم ، فالتفت إليهم وقال : علام تتبعونني ؟ فوالله لو تعلمون مني ما أغلق عليه بابي لما تبعني منكم اثنان .
وقال الحسن : خفق النعال حول الرجال مما يثبت عليهم قلوب الحمقى .
وروي أن رجلا صحب الحسن في طريق ، فلما فارقه قال : أوصني رحمك الله ! قال : إن استطعت أن تعرف ولا تعرف ، وتمشي ولا يمشى إليك ، وتسأل ولا تسأل ، فافعل .
وخرج أيوب السختياني في سفر ، فشيعه قوم ، فقال : لولا أني أعلم أن الله يعلم من قلبي أني لهذا كاره ، لخشيت المقت من الله .
وعوتب أيوب على تطويل قميصه ، فقال : إن الشهرة كانت فيما مضى في طوله ، وهي اليوم في قصره .
وقال بعضهم : كنت مع أبي قلابة ، إذ دخل رجل عليه كساء ، فقال : إياكم وهذا الحمار الناهق - يشير به إلى طالب شهرة .
وقال رجل لبشر بن الحارث : أوصني ، فقال أخمل ذكرك ، وطيب مطعمك .
وكان حوشب يبكي ويقول : بلغ اسمي المسجد الجامع .
وقال بشر : ما أعرف رجلا أحب أن يعرف إلا ذهب دينه وافتضح .
وقال أيضا : لا يجد الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس .
فهذه الآثار مما ورد عن الصالحين رحمهم الله في ذم الرياء وكون الشهرة طريقا إلى الفتنة .
وقد صرح أمير المؤمنين عليه السلام في مدح الأبرار - وهم القسم الخامس - بمدح الخمول ، فقال : وقد أخملتهم التقية - يعني الخوف .
وقد ورد في الأخبار والآثار شيء كثير في مدح الخمول .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبر قسمه ' . وفي رواية ابن مسعود : ' رب ذي طمرين لا يؤبه له ، ولو سأل الجنة لأعطيها ' .
وفي الحديث أيضا عنه صلى الله عليه وسلم : ' ألا أدلكم على أهل الجنة ؟ كل ضعيف مستضعف ، لو أقسم على الله لأبره ، ألا أدلكم على أهل النار ؟ كل متكبر جواظ ' .
पृष्ठ 108