शरह नहज बलाघा
شرح نهج البلاغة
संपादक
محمد عبد الكريم النمري
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण
الأولى
प्रकाशन वर्ष
1418 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
بيروت
فرجع إلى عثمان ، فأخبره بما فعلوا . فأنفذ أبا موسى الأشعري أميرا على الكوفة ، وكتب إليهم : أما بعد ، فقد أرسلت إليكم أبا موسى الأشعري أميرا ، وأعفيتكم من سعيد ، ووالله لأفوضنكم عرضي ، ولأبذلن لكم صبري ، ولأستصلحنكم جهدي ، فلا تدعوا شيئا أحببتموه لا يعصى الله فيه إلا سألتموه ، ولا شيئا كرهتموه لا يعصى الله فيه إلا استعفيتم منه ؛ لأكون فيه عند ما أحببتم وكرهتم ، حتى لا يكون لكم على الله حجة ، والله لنصبرن كما أمرنا ، وسيجزي الله الصابرين .
قال أبو جعفر : فلما دخلت سنة خمس وثلاثين ، تكاتب أعداء عثمان وبني أمية في البلاد ، وحرض بعضهم بعضا على خلع عثمان عن الخلافة ، وعزل عماله عن الأمصار ، واتصل ذلك بعثمان ، فكتب إلى أهل الأمصار : أما بعد ، فإنه رفع إلي أن أقواما منكم يشتمهم عمالي ويضربونهم ، فمن أصابه شيء من ذلك فليواف الموسم بمكة ، فليأخذ بحقه مني أو من عمالي فإني قد استقدمتهم ، أو تصدقوا فإن الله يجزي المتصدقين .
ثم كاتب عماله واستقدمهم ، فلما قدموا عليه جمعهم ، وقال : ما شكاية الناس منكم ؟ إني لخائف أن تكونوا مصدوقا عليكم ، وما يعصب هذا الأمر إلا بي . فقالوا له : والله ما صدق من رفع إليك ولا بر ، ولا نعلم لهذا الأمر أصلا . فقال عثمان : فأشيروا علي ، فقال سعيد بن العاص : هذه أمور مصنوعة تلقى في السر فيتحدث بها الناس ، ودواء ذلك السيف .
وقال عبد الله بن سعد : خذ من الناس الذي عليهم إذا أعطيتهم الذي لهم .
وقال معاوية : الرأي حسن الأدب .
وقال عمرو بن العاص : أرى لك أن تلزم طريق صاحبيك ، فتلين في موضع اللين وتشتد في موضع الشدة .
فقال عثمان : قد سمعت ما قلتم ؛ إن الأمر الذي يخاف على هذه الأمة كائن لا بد منه ، وإن بابه الذي يغلق عليه ليفتحن ؛ فكفكفوهم باللين والمداراة إلا في حدود الله ، فقد علم الله أني لم آل الناس خيرا ، وإن رحا الفتنة لدائرة ، فطوبى لعثمان إن مات ولم يحركها ! سكنوا الناس وهبوا لهم حقوقهم ، فإذا تعوطيت حقوق الله فلا تدهنوا فيها .
ثم نفر فقدم المدينة ، فدعا عليا وطلحة والزبير ، فحضروا وعنده معاوية ، فسكت عثمان ولم يتكلم ، وتكلم معاوية ، فحمد الله ، وقال : أنتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيرته من خلقه ، وولاة أمر هذه الأمة ، لا يطمع فيه أحد غيركم ، اخترتم صاحبكم عن غير غلبة ولا طمع ؛ وقد كبر وولى عمره ؛ فلو انتظرتم به الهرم كان قريبا ؛ مع أني أرجو أن يكون أكرم على الله أن يبلغه ذلك ، وقد فشت مقالة خفتها عليكم ، فما عبتم فيه من شيء فهذه يدي لكم به رهنا ، فلا تطمعوا الناس في أمركم ، فوالله إن أطمعتموهم لا رأيتم أبدا منها إلا إدبارا .
पृष्ठ 82