शरह नहज बलाघा
شرح نهج البلاغة
संपादक
محمد عبد الكريم النمري
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण
الأولى
प्रकाशन वर्ष
1418 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
بيروت
نظر حبيب إلى مالك بن دينار ، وهو يقسم صدقته علانية ، فقال : يا أخي ، إن الكنوز لتستر ، فما بال هذا يجهر به ! قال عمرو بن عبيد للمنصور : إن الله أعطاك الدنيا بأسرها ، فاشتر نفسك منه ببعضها ، وإن هذا الذي أصبح اليوم في يدك لو كان مما يبقى على الناس لبقي في يد من كان قبلك ، ولم يصر إليك ، فاحذر ليلة تمخض بيوم لا ترى بعده إلا يوم القيامة . فبكى المنصور ، وقال : يا أبا عثمان ، سل حاجة ، قال : حاجتي ألا تعطيني حتى أسألك ، ولا تدعني حتى أجيئك ، قال : إذن لا نلتقي أبدا ، قال : فذاك أريد . كان يقال : الدنيا جاهلة ، ومن جهلها ، أنها لاتعطي أحدا ما يستحقه ؛ إما أن تزيده ، وإما أن تنقصه .
قيل لخالد بن صفوان : من أبلغ الناس ؟ قال : الحسن ، لقوله : فضح الموت الدنيا .
قيل لبعض الزهاد : كيف سخط نفسك على الدنيا ؟ قال : أيقنت أني خارج منها كرها ، فأحببت أن اخرج منها طوعا .
مر إبراهيم بن أدهم بباب أبي جعفر المنصور ، فنظر السلاح والحرس ، فقال : المريب خائف .
قيل لزاهد : ما أصبرك على الوحدة ! قال : كلا أنا جالس ربي ، إذا شئت أن يناجيني قرأت كتابه ، وإذا شئت أن أناجيه صليت .
كان يقال : خف الله لقدرته عليك ، واستح منه لقربه منك .
قال الرشيد للفضيل بن عياض : ما أزهدك ! قال : أنت يا هارون أزهد مني ، لأني زهدت في دنيا فانية ، وزهدت في آخرة باقية .
وقال الفضيل : يا ربي ، إني لأستحي أن أقول : توكلت عليك ، لو توكلت عليك ما خفت إلا منك ، ولا رجوت إلا إياك .
عوتب بعض الزهاد على كثرة التصدق بماله ، فقال : لو أراد رجل أن ينتقل من دار إلى دار ، ما أظنه كان يترك في الدار الأولى شيئا .
قال بعض الملوك لبعض الزهاد : مالك لا تغشى بابي وأنت عبدي ! قال : لو علمت أيها الملك ، لعلمت أنك عبد عبدي ، لأني أملك الهوى والهوى يملكك .
دخل متظلم على سايمان بن عبد الملك ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أذكر يوم الأذان ، قال : وما يوم الأذان ؟ قال : اليوم الذي قال الله فيه : ' فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ' ، فبكى سليمان وأزال ظلامته .
سئل الفضيل بن عياض عن الزهد ، فقال : يجمعه حرفان في كتاب الله : ' لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ' .
पृष्ठ 58