शरह नहज बलाघा
شرح نهج البلاغة
संपादक
محمد عبد الكريم النمري
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण
الأولى
प्रकाशन वर्ष
1418 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
بيروت
وفيها كثير من هذا الجنس ، إذا تأمله الخبير عرفه ، ومع هذا فهي مسروقة من كلام أمير المؤمنين عليه السلام ، ألا ترى أن قوله عليه السلام : أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة ، قد سرقه ابن نباتة . فقال : فإن الجهاد أثبت قواعد الإيمان وأوسع أبواب الرضوان وأرفع درجات الجنا ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ن ! وقوله عليه السلام : من اجتماع هؤلاء على باطلهم وتفرقكم عن حقكم ، سرقه أيضا ، فقال : صرخ بهم الشيطان إلى باطله فأجابوه وندبكم الرحمن إلى حقه فخالفتموه ، وقوله عليه السلام : قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم . . . إلى آخره ، سرقه أيضا فقال : كم تسمعون الذكر فلا تعون وتقرعون بالرجز فلا تقلعون ! وقوله عليه السلام : حتى شنت عليكم الغارات وملكت عليكم الأوطان ، وسرقه أيضا وقال : وعدوكم يعمل في دياركم عمله ، ويبلغ بتخلفكم عن جهاده أمله ، وأما باقي خطبة ابن نباتة فمسروق من خطب لأمير المؤمنين عليه السلام أخر ، سيأتي ذكرها . واعلم أني أضرب لك مثلا تتخذه دستورا في كلام أمير المؤمنين عليه السلام ، وكلام الكتاب والخطباء بعده كابن نباتة والصابي وغيرهما ؛ انظر نسبة شعر أبي تمام والبحتري وأبي نواس ومسلم ، إلى شعر امرئ القيس والنابغة وزهير والأعشى ، هل إذا تأملت أشعار هؤلاء وأشعار هؤلاء ، تجد نفسك حاكمة بتساوي القبيلتين أو بتفضيل أبي نواس وأصحابه عليهم ؟ ما أظن أن ذلك ما تقوله أنت ولا قاله غيرك ، ولا يقوله إلا من لا يعرف علم البيان ، وماهية الفصاحة ، وكنه البلاغة ، وفضيلة المطبوع على المصنوع ، ومزية المتقدم على المتأخر ، فإذا أقررت من نفسك بالفرق والفضل ، وعرفت فضل الفاضل ونقص الناقص ، فاعلم أن نسبة أمير المؤمنين عليه السلام إلى هؤلاء هذه النسبة ، بل أظهر ، لأنك تجد في شعر امرئ القيس وأصحابه من التعجرف والكلام الحوشي ، واللفظ الغريب المستكره شيئا كثيرا ؛ ولا تجد من ذلك في كلام أمير المؤمنين عليه السلام شيئا ، وأكثر فساد الكلام ونزوله إنما هو باستعمال ذلك .
فإن شئت أن تزداد استبصارا ، فانظر القرآن العزيز - واعلم أن الناس قد اتفقوا على أنه في أعلى طبقات الفصاحة - وتأمله تأملا شافيا ، وانظر إلى ما خص به من مزية الفصاحة والبعد عن التقعير والتقعيب والكلام الوحشي الغريب ، وانظر أمير المؤمنين عليه السلام ، فإنك تجده مشتقا من ألفاظه ، ومقتضبا من معانيه ومذاهبه ، ومحذوا به حذوه ، ومسلوكا به في منهاجه ، فهو وإن لم يكن نظيرا ولا ندا ، يصلح أن يقال إنه ليس بعده كلام أفصح منه ولا أجزل ، ولا أعلى ولا أفخم ولا أنبل ، إلا أن يكون كلام ابن عمه عليه السلام ، وهذا أمر لا يعلمه إلا من ثبت له قدم راسخة في علم هذه الصناعة ، وليس كل الناس يصلح لانتقاد الجوهر ، بل ولا لانتقاد الذهب ، ولكل صناعة أهل ، ولكل عمل رجال .
ومن خطبة ابن نباتة التي يحرض فيها على الجهاد
पृष्ठ 50